تخلف القيادات النخبوية .. وراء كل معاناتنا؟

بإختصار شديد يمكن القول اننا نعيش أزمة أخلاقية ، بل أزمة وجودية لم يسبق لها مثيل فؤ حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية. ويكشف واقعنا الراهن عن حالة هذه الأزمة التي نمر بها اليوم، وتتجلى بوضوح في مواقف ما نسميها بالقيادات والنخب المختلفة كانت في السلطة أو خارجها ، وهذا واضح في الحالة التي وصلت إليها تلك النخب من ضعف مخيف جدا في عجزها التام عن العمل وفقدان قدرتها على أداء دورها التاريخي والاخلاقي في ضبط وتوجيه مسارات الحياة الثقافية والسياسية في هذه المرحلة الحساسة والخطرة، بل والصعبة التي تحيط بنا. وقد بينت كل الوقائع والأحداث ان تلك القيادات أو ما نطلق عليها قيادات ونخب، فهي بحقيقة الأمر ليس كذلك مطلقا، بل هي عناصر انتهازية نفعيه متخلفة ومتذبذبة وازدواجية الفكر والموقف ويتجلى هذا التخلف في نيتها وطبيعتها ، واظهار عجزها التام عن القيام باي انواع من الممارسة الفعلية والفعالية التاريخية، بما تتعاطى مع الاحداث والمتغيرات بوعي وإيجابية ، وفشل إدارتها لمهامها العملية، بل في حالات كثيرة كانت السبب المباشر الذي أعاق عملية التطبيع للحياة العامة. وتجاوز حالات التشظي الاجتماعي، ووقف حالة الانهيار والعنف التي تتزايد في المجتمع. د. فضل الربيعي أستاذ علم الاجتماع . رئيس مركز مدار للدراسات.

مقالات الكاتب