إستعادة القيم .. معركة وطنية لا تقبل التأجيل !
عندما يفقد الناس قيمهم الرفيعه تفسد الأخلاق وتصبح المثل والمبادئ شعارات للإنتهازيين وعبدة المال وعشاق الشهرة والأضواء وهم دوما على إستعداد لجعل المال والحصول عليه وبأي ثمن كان هدفا مقدسا تسقط دونه كل الأهداف حتى وإن كان ذلك على حساب عذاب وموت أهلهم وأقرب الناس إليهم جوعا أو قتلا ؛ وهو ما يجعل الوطن والوطنية عندهم مجرد شعارات وعناوين خادعة ويافطات عريضة في سوق المكر والعهر السياسي وهو الأمر الذي تضيق معه مساحة التنوير والمعرفة عند الناس ويخلط عندهم الأوراق ويجعلهم يفقدون التمييز بين الحق والحقيقة وبين الصدق والكذب ويسمح للجهل والعصبيات بالتسيد على المشهد ولو إلى حين ! غير أن هؤلاء جميعا ينسون أو يتناسون بأن شمسهم تقترب من حالة الغروب الكامل وبأن شمس الجنوب الساطعة ستشرق غدا تملأ الأرجاء بنورها وسيدخلون نفق التاريخ المظلم وهم يحملون الخزي والعار ولعنات الشعب ولن تسعفهم الأموال المنهوبة ولا الثروات التي تكدست لديهم وبكل الطرق غير الشريفة وعلى حساب الحقوق الطبيعية والمشروعة للناس بل وسرقوها من جيوبهم وأنتزعوها من أفواه أطفالهم وحرمان الجميع من الخدمات وبذرائع مفضوحة ومخزية هي شهادة دامغة عليهم وعلى مسلكهم المشين الذي لم نشهد له مثيلا في تاريخنا . فواهمون أن ظنوا بأن الإعلام المضلل وبكل وسائله وأدواته ومرتزقتهم المأجورين وكل كتائب المدح والنفاق التي تزيف الحقائق وتشوه صورة كل من يرفع صوته عاليا في وجه الظلم والباطل والمتاجرة بالوطن والتاريخ والتسويق الممنهج لمشروع ( الوحدة الجديدة ) التي لن يكتب لها النجاح طالما بقي الشعب في الجنوب رافضا لها ولن ينجحوا في إشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب التي يشتغلون عليها ليلا ونهارا وأن الوقت قد حان لكل الشرفاء في الجناح الجنوبي في الشرعية لأن يقولوا كلمتهم التي ينتظرها منهم شعبهم الآن وليس غدا بل وسيكون مرحبا بكل من يراجع ويصوب موقفه ويعلن إنحيازه للحق الجنوبي والوقوف مع شعبهم فهم منه وإليه وعلى قاعدة التصالح والتسامح التي يتمسك بها شعبنا ولن يقبل بل ولن يسمح بالثأر والإنتقام من أحد وتحت أي ظرف من الظروف لأن الجنوب اليوم بحاجة لكل أبنائه ولن ينساق وراء الدعوات المشبوهة التي تروج لصراع جنوبي قادم هو في مخيلة أصحابها وتستحضر في ذلك الماضي الذي تعلم منه الجنوبيين الدرس ولن يمكنوا كل من يتربص بالجنوب والجنوبيين شرا من تحقيق مخططاتهم الشيطانية خدمة لقوى وعصابات صنعاء الإجرمية التي أختزلت الجنوب بالأرض والثروة وترغب وبجنون في مواصلة نهبها مهما رفعت من شعارات كاذبة ومفضوحة فاليوم غير الأمس أيها الأوغاد .