في ذكرى وفاته ال 22.. شيخان الحبشي.. مازالت طروحاته صالحة للجنوب وشعبه
قليل من الزعماء الجنوبيين الذي شخصوا امراض وعلل الجنوب العربي وشعبه وادركوا حجم المخاطر المحدقة به وظلم الاطماع التوسعية فيه ان مثل هؤلاء الزعماء الوطنيين الكبار لم يأبهوا ان يكونوا هم الحكام بقدر ماكانوا يقومون بنضال شاق ومرير للتغلب على امراض التجزءة والاحتلال والفقر والمرض والجهل وارساء دعائم واسس متينة لدولة مدنية راشده يستظل بفيها كل شعب الجنوب العربي من كمران غربا الى منتهى حدود الجنوب العربي شرقا وتكون ملكا. لشعب الجنوب العربي وحقا غير قابل للتفريط للاجيال المتعاقبة في هذا الصقع العربي التعس من الوطن العربي.. ذلكم الزعيم الوطني هو الاستاذ شيخان عبدالله الحبشي امين عام حزب رابطة الجنوب العربي الراحل رحمه واسكنه فسيح جناته.. لقد ادركت قيادة هذا الحزب الوطني الذي حمل على كاهله مشعل التنوير والتثوير والتحرير والوحدة الجنوبية والاستقلال مبكرا منذ المراحل الاولى لتاسيسه على ايدي رائد التنوير والتحديث والعصرتة ليس في الجنوب العربي بل في جزبرتنا العربية وخليجنا العربي قبل قيام الانقلابات العسكربة في الوطن العربي العلامة السيد محمد علي الجفري وكوكبة من رجالات الجنوب العربي .. وكان اكبر التعنت واجهته القضية الوطنية الجنوبية من الجار في مملكة اليمن والتي حاصرت الجنوب اقليميا ودوليا منطلقة من دعاوي زائفة لا اساس لها وبحق وراثي في جهوية ليست من املاكها.. ولم يكن من المواجهة بدا مع الاحتلال البريطاني وسياساته في الجنوب العربي ومع الاطماع التوسعية للاقليم فكان سفره في عام 1959م الى هيئة الامم المتحدة لعرض قضية شعب الجنوب العربي عليها لكن وجد امام عرض القضية عراقيل كبيرة منها ضرورة ان تتبنى دولة من الاقليم عضو في هيئة الامم المتحدة طلب حركات التحرر الوطني العالمي لعرض قضايا بلدانها وشعوبها على المجتمع الدولي مما اضطره ان يلتقي بالكثير من مندوبي دول العالم في الامم المتحدة مقدما شرحا عن ملابسات القضية الوطنية الجنوبية وفي عام 1960 م تبنت الامم المتحدة مطلبه اذ وجدت ان هناك قضايا مماثلة اخرى في العالم واصدرت اعلانها العالمي لحق تقرير المصير للشعوب التي مازالت ترفس في قيود العبودية والاحتلال الاجنبي لبلدنها طمعا في خيراتها او طمعا في مواقعها.. وفعلا عرضت الرابطة القضية الجنوبية على اللجنة الرابعة في ابريل عام 1963م واصدرت قراراتها لصالح القضية الجنوبية واوصت الجمعية العامة للامم المتحدة لاصدار قرار باستقلال الجنوب العربي ووحدة اراضيه وصدر في 11 ديسمبر 1963م وقبلته بريطانيا محددة يوم الاستقلال 8 يناير 1968م لقد قدم الراحل مشروعا متكاملا في منتصف خمسينات القرن الماضي لبناء دولة الجنوب العربي بنظام حكم اتحادي متطور ولكن هذه الفكرة لقيت الصد والرفض مع الاسف حتى من سلاطين وامراء الجنوب العربي ولاحقا اخذتها بريطانيا وطبقتها حرفيا في اتحاد ماليزيا ثم لاحقا في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والتي كانت ظروفها لاتختلف كثيرا عن ظروف الجنوب العربي.. لقد حذر الرواد الاوائل من مؤسسي العمل الوطني الجاد والعقلاني في رابطة الجنوب العربي من مغبة سحب القضية الجنوبية الى مربع الصراعات الدولية والاقليمية وشرورها ولكن هيهات دون جدوى ' مما ادى الى ضياع الاستقلال الاول واعادنا الى المربع الاول لاحتلال استيطاني من قبل دويلات اليمن القبلية والعسكرية والطائفية في ظل ظروف دولية صعبة غير التي كانت سائدة مع الاحتلال البريطاني ..ومن المؤكد ان منازلة شعب الجنوب لاحتلال تلك الدويلات سيكلل بالنصر مهما كانت الصعوبات فارادة الشعوب ومنها شعب الجنوب العربي العظيم شعب المهمات الصعبة ستتغلب على الاحتلال باذن الله قريبا. :