4 سنوات على فشل مؤتمر الحوار.. الانقلابيون في صنعاء والشرعيون في الرياض !

ندما تقف أمام أي عرض كرونولوجي للشمال أو الجنوب أو لما تسمى دولة الوحدة ومن بعدها دولة الشرعية، تجد أنك أمام مفارقات مدمرة بينما المنطق الموضوعي يقتضي أن تقف أمام تراكم كمي ونوعي تلمسه في الإنسان.. في تقدم نظام التعليم والصحة وتقليص رقعة الفقر والبطالة ورقي تجربة السلطة المحلية والبرلمانية، وتصعق وتحبط أن تجد أننا في عد تنازلي. في الثلث الأول من نوفمبر 2013 حصلت مقاطعات لجلسات مؤتمر الحوار الوطني، مما اضطر المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية إلى توجيه رسالة شديدة اللهجة للرئيس السابق، ملوحة بفرض عقوبات دولية، ووجهت كيرن ساسا هارا، نائبة السفير الأمريكي، اتهاما صريحا ومباشراً لصالح بأنه مسؤول مباشر عن تعطيل مسار الحوار الوطني. صدرت قرارات مجلس الأمن، ولكن هيهات لها أن تكون فاعلة، بل على العكس حدثت نكسات للرئيس التوافقي المشير عبدربه منصور هادي، حيث وضع تحت الإقامة الجبرية، إلا أنه خرج في وقت متأخر من الليل في فبراير 2015 من بيته في طريقه إلى عدن، ووصف خروجه الآمن من صنعاء بأن “الجند” كانوا نياماً. ظل الموقف الدولي سالباً تجاه الأزمة والأوضاع في اليمن، ومن المفارقات العجيبة أن الرئيس هادي هدد في خطاب متلفز من قناة عدن عصر السبت 21 مارس 2015 وقال بأنه سيرفع علم الجمهورية اليمنية فوق جبال مران بدلاً من العلم الإيراني، وفي يوم 26 مارس 2015 خرج الرئيس هادي من عدن إلى العند في زيارة تفقدية لمعسكر العند، وعند خروجه من المعسكر تلقى رسالة من الحوثيين تفيد بأنه إذا فكر في العودة إلى عدن فعليه أن يسلم نفسه للجان الثورية، مما اضطره إلى تغيير خط سيره إلى أبين، ومنها إلى منافذ جنوبية أوصلته إلى سلطنة عمان ثم إلى السعودية. نشرت صحيفة (اليمن اليوم) المؤتمرية يوم 19 ديسمبر 2013 تصريحا للرئيس السابق صالح في سياق إشارتها بأنه “يفتح ملفات ساخنة”، حين قال: الحكومة مسؤولة عن إزالة آلام الشمال والجنوب، وأن ملف الجنوب كان بيد الرئيس هادي وعليوة وعلي محسن. وقال صالح: كانت القاعدة محصورة في أبين ومارب واليوم في أمانة العاصمة”، في إشارة واضحة بأنه وراء ذلك. اليوم صالح يقول من صنعاء وبلهجة الواثق إن وجود مسؤولي الشرعية في الرياض دليل إفلاسهم، وإنه لا قبول لهم في اليمن، وإن الحرب سعودية يمنية ولا توجد حرب داخلية. ولم يشر صالح إلى الحقيقة، وهي أن البلاد تتعرض لملعوب استخباري دولي في سياق مخطط حدود الدم، وأنه اللاعب الأول في هذا المخطط، وهناك تقاسم أدوار، وأن الشباب من عدن يساقون إلى المهالك في باب المندب والمخا والبقع. صالح تهرب من قول الحقيقة، أن عدن تتعرض لمخطط قذر يهدف إلى تدميرها، وأن الفوضى الخلاقة تدمر الإنسان، وأن الموارد تذهب إلى جيوب لصوص وبلاطجة، وأن عدن يجري إقصاؤها من معركة التنافس بين المدن، لأن هذا العصر هو عصر المدن، وأنه هو الذي يقود حرب الفوضى الخلاقة بواسطة مرتزقة الجنوب. أقول للقوى الاستخبارية الدولية ولرجلها صالح ومن يوظفهم من مرتزقة الجنوب إن الله لكم بالمرصاد، وسيحفظ مدينة عدن، لأن رسول الله أسند لها دورا أن الناس سيحشرون منها إلى بيت المقدس، وهذا يعني أن عدن مرتبطة بالحياة حتى قيام الساعة، وأسأله تعالى أن يأخذكم وصالح ومن معه من مران وسنحان والجنوب أخذ عزيز مقتدر.. آمين!!.

مقالات الكاتب