تقويم الحائط الذي مهّد لمخطط 2015 التآمري

إن المخطط التآمري الهادف إلى تدمير مدينة عدن الكريمة لا يمكن لكائن من كان أن ينكره، بل وسيعرض نفسه لعقوبة الإعدام ضرباً بالنعال، لأنني أقول: كفى تدليسا وضحكا على الذقون وذراً للرماد، لأن هذه المدينة الطيبة سيدة مدن الجنوب وسيدة مدن الشمال وسيدة مدن الجزيرة والخليج، لكنها تعرضت لمخطط تآمري طويل المدى، بدايته كان 6 نوفمبر 1967م. أعود لعنوان موضوعي عن “تقويم الحائط الذي مهد لمخطط 2015م التآمري”، وهو تقويم صدر لعام 2014م على قاعدة المسخرة الكبرى وعنوانها (مخرجات الحوار الوطني)، لأن المهزلة بدأت في فبراير 2015 بهروب الرئيس هادي، وقضى المخطط صدور هذا التقويم الحائطي وصفحته الأولى تركزت حول إدارة وتنظيم الموارد الطبيعية، وأعقب ذلك صورة أو لوحة لمسن مكتوب فوقها (إذا أنت مسن أو عاجز.. الدولة تعينك على الحياة). الصفحة الثانية مكتوب في صدرها (مدن خالية من المعسكرات والسلاح) ثم في النصف الثاني من الصفحة: من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني: “إخراج المعسكرات من المدن تزامنا مع سحب سلاح جميع المليشيات والجماعات المسلحة..”، ولا يسعني إلا أن أقول من أراد أن يلعن نفسه فليكذب، لأننا دخلنا في كوارث لا قبل لنا بها عام 2015م، وجاء التقويم المذكور ممهداً لتلك الكوارث التي لا نزال نعيشها. الصفحة الثالثة تصدرتها عبارة: “على الأجهزة الأمنية احترام كرامة المواطن”، وفي النصف الثاني من الصفحة: من مخرجات الحوار الوطني، وأمام هذه الفقرة هلس في أربعة أسطر محورها المحتجز أو السجين وضرورة معاملته بالحسنى بما يكفل صيانة كرامته بالمساحة اللائقة صحيا ونفسيا ومخالفة ذلك يعتبر جريمة يعاقب مرتكبها.. ألا لعنة الله على الكاذبين. الصفحة الرابعة تصدرتها: “من حقك تتظاهر وتعتصم سلمياً وبدون أذية، ومن يمنعك يعاقب”، وبعد ذلك صورة أو لوحة لمتظاهرين من الجنسين تحت ذلك: من مخرجات الحوار الوطني، وأمام ذلك بضعة أسطر تتحدث عن دولة من دول أسكندنافيا وليس اليمن من حقك أن تتظاهر ولا حاجة لترخيص مسبق، والويل والثبور لمن خالف ذلك أو تعسف المواطن في حقه الدستوري. ننتقل إلى صفحة أخرى تصدرها هلس نصه: “المرأة نصف المجتمع، ولها الحق على الأقل في ثلث المناصب القيادية.”، وبعد ذلك تتكرر نفس الإكليشة وأمامها ما ينص عليه الدستور الاتحادي الحلمنتيشي الذي يلزم جميع الحكومات ومؤسسات الدولة في وضع هذا الحق موضع التنفيذ”.. قاتل الله الخراصين. ننتقل إلى صفحة أخرى تصدرتها عبارة “الكل حر.. يؤمن بما يريد ولا يفرضه على الآخر”، وبعد ذلك لوحة لبضعة رجال ونساء من مختلف المشارب ثم إكليشة الحوار وأمامها بضعة أسطر عن ضمان الحرية المذهبية والفكرية وممارسة الشعائر وألّا يفرض ذلك على الآخرين”.. قاتل الله المنافقين!! وصفحة أخرى عن إعادة إعمار ما دمرته الحروب، ثم نفس الإكليشة وأمامها التحركات اللازمة إلى مختلف محافظات الشمال والجنوب لإحداث المشهد الطوباوي الذي ستخال معه أنك في الفردوس الأعلى.. قاتل الله الأفّاكين!! وصفحة أخرى عن الأكذوبة الكبرى التي يهتز لها عرش الرحمن: يا مسؤول.. مال وجيش وإعلام الوطن مش ملكك ولا ملك حزبك، وأعقب ذلك محاذير من مغبة استغلال المال العام والإعلام العام وأجهزة الدولة العسكرية والمدنية لصالح حزب أو ائتلاف، إلى آخر الهلس.. تصل إلى آخر صفحة من التقويم الحائطي وقد انتابتك حالة غثيان وإحساس قوي بالتقيّؤ. *- الأيام

مقالات الكاتب