اغلقوا جبهة المواجهات في سوق القات!!
انه الإرهاب بكل ما تحمله الكلمة معنى.. هذا ما يمكن أن نصف به ما حدث صباح اليوم في سوق القات بالمنصورة من إطلاق الرصاص الحي من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، في إطار الصراع ومعارك النفوذ على جبايات السوق، وهي مواجهات للأسف لا تتوقف ..إلا لتعود مجددا..فتثير الرعب والخوف الذي لا مبرر له وتقلق السكينة العامة.. ما حدث اليوم – وقبل ذلك في الشهر الماضي- من دوي صارخ للاسلحة المتوسطة وبكثافة، يذكرنا بأيام المواجهات مع الغزاة الحوثيين، وإذا كان الأمر مقبولاً في أيام المواجهات مع جدحافل الغزاة، فإن ما حدث اليوم أمر غير مبرر لأنه أثار أجواء من الرعب في نفوس الأهالي الساكنين في محيط سوق القات ممن لم يشهدوا في حياتهم مثل هذا الرعب. وهناك مدرسة ثانوية لصيقة بسوق القات وعلى بعد أمتار مدرسة أهلية، وفي هاتين المدرستين يدرس المئات من الأولاد والبنات، ويؤدون هذه الأيام الأمتحانات النصف السنوية..فأي حالة نفسية يمكن لهم أن يدرسوا أو يؤدوا امتحاناتهم في مثل هذه الأجواء من الرعب الذي يمطر موتا ورصاصا قاتلا؟!!.. هل فكر أرباب الصراع على اقتسام النفوذ في سوق القات وهم يضغطون على زناد الرشاشات بحالة أبنائنا وبناتنا والرعب يحيط بهم من الأرض ويتهددهم من السماء ؟؟. وكم من مريض وإمرأة آمنة في منزلها صرخت من الخوف والرعب على ما قد يلحق بها أو بأطفالها الذين يدرسون أو من يمارسون ألعابهم الطفولية ببراءة بجانب بيوتهم خشية من رصاصات موجهة أو راجعة من السماء قد تحصد أرواحهم؟!.. لا أعتقد أن ما يحصل سوق القات اللعين بالمنصورة يحدث في أي مدينة محررة أو حتى في المدن التي ما زالت تحت نفوذ الحوثيين..وهذا أمر لا نرجوه لعدن التي تحررت من الغزاة، لكنها لم تتحرر بعد من سلوكيات الفساد ومن مطامع التكسب الرخيص على حساب دماء الشهداء وآلام الجرحى، وستكرر مثل هذه المواجهات إذا لم يبادر العقلاء في المؤسسات الأمنية والحكومية إلى وضع حد لها. لقد بحت أصوات المواطنين من سكان الحي المجاور من المطالبة بإخراج سوق القات وكل الآفات اللصيقة به إلى مكان بعيد، وقد استبشر المواطنون خيراً بعد الحرب بتطبيق ذلك القرار وتنفسوا حينها الصعداء، لكن فرحتهم لم تستمر إلا لأيام معدودات فسرعان ما وجد المتنفذون الجدد المبررات لإعادته، بل والبسط والسطو على ما بقي بجانبه وحوله وفي داخله من مساحات، وسارعوا إلى تأجير الأكشاك العشوائية التي نمت كالفطريات.. وما زال سوق القات جبهة مواجهات، بين المتصارعين على الاستحواذ على الجبابات والأتاوات..فهل بمثل هكذا سلوك سنبني دولة المؤسسات؟!! إن مواطني الحي يجددون مطالبتهم أكثر من أي وقت مضى لاخراج سوق القات لما يتسبب لهم من معانات وتضييق على حياتهم وخصوصياتهم، خاصة وأنه مجاورٌ – كما أسلفنا- لثانوية النعمان ولمدرسة أهلية أخرى، ولمحكمة المنصورة وبسبب ما يحدث فيه من صراع ومواجهات أصبح المدرسون والمدرسات والطلاب والطالبات وكذلك الأهالي محاصرون بكل مساوئ ذلك السوق وما يتداول فيه من بيع للمخدرات ومن تمخطر لحملة السلاح.. فهل من يلتفت لمثل هذا المطلب؟!. إن على دعاة الدولة وحماتها أن ينظموا إيرادات هذه الأسواق لتصب في خزينة الدولة بعيداً عن الأهواء والأمزجة والمصالح الضيقة، إن كنا ننشد تحقيق النظام والقانون، أما أن تظل الجبايات والموارد تذهب لجيوب شخصيات أو لجهات أو جماعات فأبشروا بالمزيد من المواجهات..