السفير وطارق .. وتحالف المشهد الأخير

لم ولن ننسى شهدائنا وجرحانا , فهم من ضحوا لغد مشرق وواعد بإذن الله تعالى , مئات الآلاف من القتلى والملايين من الجرحى من اليابانيين بسبب القنابل النووية الأمريكية التي أسقطت على اليابان في الحرب العالمية الثانية , ومازال اليابانيون يعانون من آثار تلك القنابل نفسيا وجسديا حتى يومنا هذا , صاغت أمريكا الدستور الياباني وجردت الإمبراطور من جميع سلطاته وصلاحياته إلا الشرفية منها , ومع هذا تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الشريك والحليف رقم 1 لليابان , وكذلك ينطبق الحال مع ألمانيا وروسيا وغيرهم . لا خيار للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ونحن كجنوبيين غير التحالف الاضطراري المرحلي مع السفير أحمد علي وطارق عفاش للخروج من دوامة الحرب اليمنية وتواطئ شرعية التباب , طارق عفاش ليس قائدا عسكريا عادي , بل هو الدراع العسكرية للرئيس الراحل عفاش وكاتم أسراره وخططه , قاتل إلى جانب مليشيات الحوثي 3 سنوات ويعلم نقاط ضعفها وعدد قواتها وعتادها وكذلك تضاريس المناطق الشمالية وكيفية تجاوزها , إن التحالف الاضطراري المرحلي معه سيشكل ضربه قاصمه لمليشيات الحوثي والإخوان , وقد شاهدنا إنسحاب عشرات الآلاف من ضباط وجنود الحرس الجمهوري من جبهات القتال بعد مقتل عفاش وهروب طارق . أثبتت الشرعية خلال الثلاثة الأعوام المنصرمة عدم جديتها بالقتال وإحراز النصر والشروع بالعملية السياسية , وذلك بسبب تسلط حزب الإصلاح على أحزاب اللقاء المشترك وعلى الرئيس هادي شخصيا لقناعتهم التامة بأن نهاية الحرب هي نهايتهم المحققة , إستراتيجية الاصلاح هي عدم الدخول المباشر بالحرب والاحتفاظ بالقوات لما بعد التسوية السياسية لتكون أداة لتنفيذ خطط و مؤمرات ومشاريع الإصلاح شمالا وجنوبا . بعد مقتل الرئيس الراحل عفاش صرح الرئيس الشرعي هادي وعلى لسان رئيس الوزراء بن دغر مخاطبا أحمد علي عبدالله صالح بقوله : أنت منا ونحن منك وعفى الله عما سلف , أدرك السفير أحمد علي وباقي قيادات المؤتمر الشعبي العام أن هادي يريد القضاء على مؤتمر الرئيس الراحل من خلال الاستحواذ عليه لتمزيقه وتهميشه , وهكذا هي سياسة الرئيس هادي من ليس معنا فهو ضدنا , وتحول السفير من أنت منا إلى أنت عدونا الأول اللدود . لنرتقي نحن معشر اليمنيين الجنوبيين بفكرنا السياسي وأهدافنا العسكرية من أجل الوصول لهدفنا السامي وهو إستعادة دولتنا , كثير هي تلك الأصوات التي تعالت بالتحريض أكانت بحسن نية أو بسوء نية بضرورة عدم ذهاب الجنوبيين للقتال بالأراضي الشمالية لليمن , ويعتبر ذلك خدمة مجانية نقدمها لمليشيات الحوثي والإصلاح لإطالة أمد الحرب اليمنية كونهم المستفيذ الوحيد من هكذا دعوات . اليوم وجدنا شريكا وحليفا عسكريا قويا وهو طارق عفاش , بغض النظر إذا كان يبحث عن ثأر أو الحفاظ على النظام الجمهوري , بكلا الحالتين سيقاتل قتال الأسود , وسنوفر على أنفسنا وعلى دول التحالف الخسائر البشرية والدخول بأراضي شمالية نحن غرباء عنها وغير مرحب بنا , وكذلك لن ندخل مع أهالي تلك المناطق بسجال أننا عبارة عن محتلين أو محررين أو غيرها من مصطلحات العصر الراهن . الرئيس الراحل عفاش فتح حدوده لأعداء الأمس من الجنوبيين في يناير 1986 م وأعادهم إلينا غزاة وفاتحين في 1994 م , ونحن يجب أن نكرر تلك التجربة التي أثبتت نجاحها مع طارق عفاش ولكن من مديرية المخا هذه المرة, ولندع تلك المجاميع تمر من عدن أو غيرها للالتحاق بقوات طارق في المخا ولا خيار لدينا غير هذا الخيار , منع طارق أو معاداته هو خدمة لمليشيات الحوثي وشرعية الإصلاح , ومعاداته بهذه الطريقة نكون قد أضفنا رسميا عدوا جديدا لقضيتنا وجنوبنا , و سيتجهون لمأرب الإخوانية التي ستفتح لهم الأبواب والأحضان والمعسكرات لينظموا لباقي قوات التباب وستطول بذلك حرب الاستنزاف إلى أجل غير مسمى , وكذلك لن يستقر جنوبنا بسبب تلك الحرب المشتعلة . لن يكون السفير أحمد علي وطارق عفاش أكثر خطرا على مشروعنا الجنوبي من الرئيس الشرعي وحزب الإصلاح .

مقالات الكاتب