إنها أفعال القوى الظلامية .
الأعمال الإرهابية التي ترتكب في مجتمعنا وتستهدف الجنوب تحديداً لم تكن بمعزل عما يجري على الصعيد السياسي إطلاقا ، وما القاعدة وداعش إلا عناوين تتخذها تلك القوى الظلامية لذر الرماد في العيون.. فهذه القوى الحاقدة مكشوفة وأعمالها مسبوقة بحملات تحريض وتشويه واسعة النطاق خصوصا ضد كل ما هو جنوبي ، من هنا تبدو أفعال هذه الجهات مكشوفة ومتكررة وهي من ذات المنشأ المتكرر . ما حدث في عدن يشير بوضوح إلى ضلوع هذه القوى الحاقدة في سفك الدماء كذل ذلك يجري الإعداد له والتهيئة المسبقة ، والملاحظ أيضا أن هذه الأفعال المتكررة مع ما تكشّف من خيوطها لدى أجهزة الأمن لم يتم للأسف التعاطي مع تلك النتائج بصورة كافية ، كما لم يقدم الجناة للمحاسبة ، وهذا ما يجعل الأعمال تتكرر . الثابت أن لدى الأجهزة الأمنية حقائق كثيرة عن من يقف خلف تلك الأفعال البشعة التي تنجح في سفك الدماء ولا تتورع عن تنويع أفعالها البشعة ، وهناك حالة غموض في الأمر من منظور عدم محاسبة تلك الأطراف والكشف عنها ووضع لا يمكن تبريره تحت أي سبب كان. الجانب الآخر أن الأجهزة الأمنية بصورة عامة تدرك كم هي مستهدفة ومع ذلك تترك بعض الثغرات في عملها، وهو ما يجعل هؤلاء المجرمين يحققون ولو جزءاً من أهدافهم . نعم .. أحبطت الأجهزة الأمنية العمليات الأخيرة ، كما واجهت العمليات السابقة ، وهذا يحسب لها ، إلا أن ضرورة رفع اليقظة الأمنية ضرورية ، كما ينبغي توسعة أعمال التحقيق حولها بحيث تأتي على كامل خيوط الجرائم المرتكبة والأخذ بعين الاعتبار أهمية اليقظة والحسم في التعاطي مع مثل تلك الأعمال القذرة التي لا تميز فيما تمارس من عنف وإرهاب بين مدنيين وعسكريين. ندرك أن إمكانيات أجهزة الأمن مازالت دون المستوى المطلوب ، إلا أن لدى هؤلاء قدرات ولديهم حس وطني في مواجهة العناصر المأجورة ، كما أن لديهم بسالة في المواجهة رغم ما تترك مثل هذه الأعمال من خسائر في صفوفهم. ومع ذلك تظل فكرة دراسة كل عملية بدقة من حيث الطرق والوسائل التي يتبعها القتلة في عملياتهم الدنيئة بمعنى أن تبذل الجهات المختصة أمنيا جهوداً غير عادية في استنباط كل شيء ، بحيث تكون لديها الدراية الكافية بطريقة تفكير هؤلاء القتلة. فدراسة خيوط كل جريمة تقود فعلياً إلى أماكن أوكار الإرهابيين ومن يمولهم ، بمعنى أدق ينبغي أن لا يتم إغفال أي عنصر مهما صغر من بصمات الجرائم التي ترتكب ، ومما لا شك فيه أن الشرعية والتحالف يتحملون مسؤولية كبيرة في خلق آلية محاسبة قانونية تطال كل من يثبت تورطه مهما كانت مكانته ، وهذا المسار الجاد هو الوحيد الكفيل بوضع حد لتمادي القوى الظلامية الممولة للعمليات التي تستهدف الجنوب وأمنه وكل ما يتعلق بقضيته العادلة. فما يحدث في عدن وحضرموت واحد ولا يوجد لبس فيما يجري ، لأنها أعمال مسبوقة بمواقف عدوانية معلنة لا تحتاج إلى مكبر حتى نرى الحقيقة المتصلة بذلك.