ستحقاقات لا بد منها
انتصارات متلاحقة يحققها الجنوب في مرمى خصومة خلال السنوات الاخيرة، ابتداءً من تحرير المحافظات الجنوبية، ومن ثم الحرب ضد الإرهاب، وإشهار المجلس الانتقالي الجنوبي وتشكيل هيئاته . وفي المقابل هناك تعثر لكل قوى الشمال “المؤتمر، والإصلاح، والحوثي” حيث تعاني هذه القوى من ضعف شديد، وصراعات بينية كبيرة، بالإضافة الى ضغوط إقليمية ودولية تمارس ضد الحوثيين والإصلاح، وفيما يخص المؤتمر فقد بات حزب مفكك ومن الصعوبة إعادة تجميعه . تغير المعادلة لصالح الجنوب، سياسياً وعسكرياً، جعل الأطراف الشمالية رغم ضعفها، وخلافها البيني، تتوحد في خطابها السياسي والإعلامي ضد كل ما هو جنوبي خالص. حيث سخروا وسائل إعلامهم جميعاً، لمهاجمة القوات الأمنية في الجنوب، ووصل بهم الأمر الى استخدام وسائل إعلام الشرعية بينها قناة اليمن الفضائية للإساءة لقوات النخبة الحضرمية، بالإضافة الى استمرار قنوات حزب الإصلاح وقنوات الحوثي الإساءة الى قوات الحزام الأمني واختلاق الأكاذيب ضدها وتضخيم الأخطاء بشكل يعكس حالة التخبط التي وصلت إليه تلك القوى. لم يقتصر الأمر على وسائل إعلامهم، بل وزراء ضمن الشرعية باتوا يهاجمون كل ما هو جنوبي، ويسعون الى التحريض على الامارات التي كان لها دور كبير في الانتصارات التي تحققت جنوباً سواء كان ذلك تحرير المحافظات الجنوبية وتأمينها أو مساعدة الجنوبيين في توحيد صفوفهم من اجل تحقيق مكاسب سياسية تحفظ الانتصارات التي تحققت على الأرض . لذلك من أهم الاستحقاقات القادمة لنا في الجنوب، تعزيز وحدة الصف الجنوبي، لمواجهة الخطاب الاعلامي المعادي، بالإضافة الى إيجاد حالة من الوفاق الجنوبي الجنوبي، من اجل تفويت الطريق على القوى الشمالية التي تسعى وبكل ما تملك الى إحداث تصادم جنوبي جنوبي . هذه المسؤولية هي مسؤولية كل جنوبي، بعيداً عن المصلحة الشخصية والحزبية، فالأطراف الشمالية لا يهمها أي شخصية جنوبية بما فيها الرئيس هادي، ولكنها تسعى لإستثمار أي جنوبي من أجل خدمتها حتى تحقق مكاسب سياسية لا أكثر ولا أقل . تقع على المجلس الانتقالي مسؤولية كبرى، لتوحيد الصف ولم الشمل، وتقارب وجهات النظر الجنوبية، وذلك من خلال اللقاءات المستمرة مع كل الطيف الجنوبي، حتى المعارض للمجلس، المرحلة تتطلب ردم الهوة وتقريب وجهات النظر، ولذلك نشيد باللقاءات التي يجريها الدكتور ناصر الخبجي في مصر وغيرها بهدف تقريب وجهات النظر الجنوبية الجنوبية . ثقوا تماماً ان النصر قادم، وكلما توحدنا واتفقنا فيما بينا كلما قرب النصر أكثر وكلما زادت فرقتنا واختلافنا كلما تأخر النصر بل ستكون كل المنجزات في مهب الضياع لصالح قوى الشمال .