تلاميذ عفاش المخلصون. . .المخلافي نموذجا
. استفز مذيع البي بي سي وزير خارجية الشرعية بسؤال عن مصادر تهريب السلاح إلى الحوثيين وافتراض ما إذا كان تجار السلاح (قال تجار السلاح، ولم يقل أنصار الشرعية) هم من يمد الحوثي به؟ فكان رد الوزير شططاً ومتشنجاً لا يفوت على كل ذي عينين ما يتضمنه من دفاع مستميت عن تجار السلاح، إذ اجاب بسؤال فيه من الغباء أكثر مما فيه من التهرب: وهل لديكم في البي بي سي ما يؤكد ذلك؟ وهي طريقة الديكتاتوريين والطغاة في تناول القضايا والأحداث والملابسات والدفاع عن تجار الحروب ومراكز قوى الفساد متعدد الأوجه، مما دفع المذيع إلى القول: نحن نتحدث عن فرضيات ليس إلا. ما تجنب الوزير تناوله هو حقيقة أن عشرات الألوية التي تربض في محافظات الجنوب (المحررة) لم تعلن ولاءها للشرعية إلا متأخرة وبعضها بل وربما كلها لم تطلق رصاصة واحدة ضد الانقلاب والانقلابيين ولا ضد القاعدة وداعش اللتين سيطرتا على مساحات واسعة في شبوة وحضرموت بعضها تقع على بعد أمتار من معسكرات تلك الألوية، وأنها أي الألوية تسيطر على نقاط حدودية برية وبحرية ويستخدمها قادة تلك الوحدات للإثراء والتهريب وما تهريب الأسلحة إلى الحوثيين إلا جزءً من عمليات تهريب واسعة يقوم بها هؤلاء تشمل كل شيء من المشروع والممنوع، ولكي لا نذهب بعيدا لنستمع إلى رئيس مجلس الحوثيين وهو يتحدث بوضوح قائلا: “أسلحتنا تأتينا من مأرب في إطار عملية القات مقابل السلاح” والقارئ اللبيب يعرف ماذا تعني مأرب في هذا السياق المهم للقضية اليمنية الشائكة، مع جل التقدير والاحترام لأبناء مأرب وشرفائها ومناضليها. (https://youtu.be/sftjB-KKiPQ). ٢. كان مذيع القناة قد سأل الوزير المخلافي عن المسيرات والمهرجانات التي شهدتها صنعاء وما إذا كانت الشرعية قادرة على تنظيم مهرجانات مشابهة فكان تهرب الوزير من قول الحقيقة واضحاً من خلال الادعاء بأن الشرعية لا تحتاج إلى مثل هذه الفعاليات لإثبات وجودها وتأييد الشعب لها، وفي الحقيقة ان حكومة سيادته غير قادرة على إقامة فعالية لألف نفر فقط ببساطة لأن نموذج الحكم السيء الذي قدمته هذه الحكومة وغرقها في مستنقع الفساد وفشلها في توفير أبسط متطلبات الحياة الاعتيادية والضرورية، . . .فساد الحكومة الذي تجاوزت فيه فساد صالح وعصره وكل فساد وفشل عرفته اليمن طوال تاريخها، بحيث صار مجرد تسليم موظفي الدولة مستحقاتهم القانونية بعد ستة أو سبعة أشهر خبرا يستحق النشر والتداول والتعليق والإشادة شأنه شأن أي حدث عظيم كفتح الأندلس وهزيمة النازية وتأميم قناة السويس، ناهيك عن أن هذه الحكومة لم تساهم بطلقة رصاص واحدة في تحرير محافظات الجنوب بل إن الجنوبيين هم من حرر أرضهم بأنفسهم وجاءت حكومة الشرعية لتقطف ثمار هذا التحرير وتعاقب المواطنين الذين ألحقوا بالانقلاب والانقلابيين أمَرَّ الهزائم. ٣. كان المخلافي وفي مقابلة سابقة قد عبر عن الخوف من إعادة إعمار المناطق المحررة بسبب تنامي النزعة الانفصالية في الجنوب، لكنه هذه المرة استنجد بمبرر آخر وهو محدودية الإمكانيات وشحة الموارد، بيد إن الحقيقة هي أن الحكومة تمارس عقاباً سياسياً ومعيشياً على سكان الجنوب ومناضليه وهي تتعمد ليس فقط إهمال الخدمات الأساسية بل وتدمير ما تبقى مما ورثه الجنوبيون من مصالح خدمية تعليمية وطبية وبلدية وقضائية وأمنية ومؤسسية من عهد ما قبل 1990م، حتى يبقى الجنوب تحت رحمة أساطين حرب ١٩٩٤م الشرعيين، ويعلم السيد المخلافي أن خدمات الكهرباء والمياه النقية والصرف الصحي والخدمات البلدية عموما قد عرفتها عدن قبل أكثر من مائة عام وأن التعليم المجاني والتطبيب المجاني وتفعيل اجهزة الأمن والقضاء والإدارة الحديثة ظلت جزءً من حياة أبناء الجنوب في القرية والمدينة لكنها بالنسبة للمخلافي وأمثاله متطلبات بذخية لا يصل إليها إلا المترفون. ٤ ونأتي لزبدة القضايا وصميمها وهي الموقف من القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي وفي هذه القضية يمكن التعرض لأربع جزئيات أثبت فيها المخلافي أنه تلميذٌ ناجحٌ بتفوق من تلاميذ مدرسة عفاش، حتى وإن دخلها عبر المدرسة الناصرية الرائعة التي كانت ذات يوم قوة جذب سحرت ألباب عشرات الملايين من الشباب العربي عندما كان فيها قادة أمثال جمال عبد الناصر وشعراوي جمعه وعلى صبري وغيرهم، وكان في اليمن قادة امثال عيسى محمد سيف وزملائه عليهم جميعا رحمة الله وغفرانه، وتتمثل الجزئيات الأربع في: