بغلة عمر .. وتعثر أهل اليمن
مقولة خالدة كخلود ذكره ومآثره وأخلاقه وعدله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ثاني الخلفاء الراشدين , قال : لو أن بغلة تعثرت بالعراق لخشيت أن يسألني الله لماذا لم تمهد لها الطريق . هكذا كان العظماء الرحماء الزعماء أولياء أمور المسلمين يفكرون بشعوبهم ورعيتهم ومن هم تحت سلطتهم وإمرتهم , هكذا كانوا دائما يخشون الله ويخافون يوما يشيب منه الولدان وتضع كل ذات حمل حملها , فيحسنون التعامل ورعاية رعيتهم . اليوم يتعثر المسلمون في سوريا وليبيا والعراق واليمن وغالبية الدول الإسلامية ولم نجد من يأخذ بيدهم ليتجاوزا عثرتهم وفقرهم إلا قليل من زعماء وحكام المسلمين , نعيش حالة حرب وإنهيار للعملة الوطنية وتوقف تام لعجلة الاقتصاد والتنمية , وثقافة الحرب هي السائدة والبقاء للاقوى أقصد للبلطجي والأسوأ إلا ما نذر من بعض الأقوياء من المحترمين . نعيش بمرحلة غير مسبوقة من الفقر وكشف الحال وإنكشاف المستور , نعيش بمرحلة الرئيس الذي يطرد شعبه المغترب بصورة مهينة ولا إنسانية ودون مرعاة لوضع اليمن المأساوي الكارثي , ومع هذا لا ترى أي تضامن مع المطرودين من المغتربين لا من رئيس الجمهورية ولا من أعضاء الحكومة ولا من جيش المسؤولين والزعماء والعلماء المقيمين بالسعودية , وكأن الأمر لا يعنيهم وكأننا شعب الروهينجا بشرق أسياء , سيكتب عنكم التأريخ بأنكم أسوأ فئة من فئات حكامه عبر التأريخ المعاصر والمنصرم والقادم . لم ولن ترى اليمن عهد كعهد الرئيس المؤقت الإنتقالي عبدربه منصور هادي من الفقر والذل والجوع والخوف , ولا تصرف رواتبهم الهزيلة إلا بقرار رئاسي وكأنها مكرمة تصرف من خزائن حاكم أو ملك أو سلطان . أيها الرعيان , أيها الشعب الجيعان , أيها الموظف الفقير الغلبان , أيها الطفل الحزين العريان , أرفعوا أكفكم للسماء وادعوا الخالق الرحيم الرحمن , أن يرفع عنا وعنكم ظلم وجور وفساد مسؤولي هذا الزمان .