حذار من المغالطات وسرقة الانتصارات!!

بالنسبة لمدينة الحديدة هناك قوات، وخاصة قوات الحرس الجمهوري المُدرَّبة على حرب المدن التي تستطيع أن تستأصل هذه العصابة....!." هذا ما قاله المؤتمري العفاشي، عادل الشجاع، عند ما سأله مذيع قناة سكاي نيوز، يوم أمس، وكنت مشاركا في الحوار، عن الخطط المعدة لمواجهة الحوثيين داخل أحياء مدينة الحديدة لتجنيب المدنيين مخاطر المواجهات.وتحاشى متعمداً، بل وتحرّج أن يذكر اسم المقاومة الجنوبية أو ألوية العمالقة الجنوبية أو التهامية.واقتصر حديثه على قوات (الحرس الجمهوري) وكأنها هي من تخوض غمار المواجهات وتصنع الانتصارات لوحدها..!!. بالطبع.. حينما اقتصر في رده بأن قوات (الحرس الجمهوري) هي من ستواجههم، استفزني كثيراً وربما استفز المشاهدين، ناهيك عن أبطال المقاومة وألوية العمالقة الجنوبيية والتهامية الذي يجترحون المآثر البطولية هناك ويسترخصون حياتهم من أجل النصر، وتناسى أن ما يسميه (الحرس الجمهوري) قد ترك زعيمه فريسة لمخالب الحوثيين، فأراد في مغالطاته أن ينسب نصرا عسكريا لما يسميه الحرسه الجمهوري، مع أن ليس له شرف في تحقيق هذا النصر إلا بالقدر الضئيل الذي يتواجد فيه في مؤخرة المعارك .. ونحن نعلم، وهو يعلم أيضاً، أن الانتصارات التي تتحقق في الساحل التهامي بمجملة وصولاً إلى الحديدة وبشهادة القاصي والداني، يخوض غمارها ويصنعها أبطال المقاومة الجنوبية المنضوين في ألوية العمالقة ومعهم أبطال المقاومة التهامة، ولم نجحد مثله مشاركة المقاومة الوطنية، رغم تواضعها، وبدعم واسناد قوي من التحالف العربي، وكان عليه أن يقول كلمة حق، وهذا ما نراه ونسمعه من تقارير المراسليين الميدانيين ومن اللقاءات الميدانية من خطوط النار مع قادة ألوية العمالقة، لكنه يريد سرقة هذه الانتصارات (عيني عينك)، وينسبها لغير أبطالها وصناعها الحقيقيين، فيما المعارك لم تنهِ بعد. فهل سمع أحدكم – بربكم- بأن ألوية الحرس الجمهوري تتقدم الصفوف وتحرر مطار الحديدة أو تتجه إلى أحياء المدينة؟!! ولو كان الأمر كذلك لكنت أول من يتحدث عن بطولاتهم تلك!!. وأمام هذه المغالطات التي اعتاد عليها، منذ أن كان صوتاً ضد التحالف أثناء أشهر العسل خلال تحالفهم مع سيدهم الحوثي، كان عليّ أن أرد عليه بطريقة مباشرة، وهو ما قمت به في توضيح الحقائق فقلت في ردي على سؤال المذيع:" أعتقد أن الخطط المعدة للقيام بمثل هذه العملية بأقل الخسائر بين صفوف المدنيين والمنشآت أمرٌ وارد ، خاصة وأن قوات ألوية العمالقة الجنوبية التي اقتحمت المطار اليوم، هي مؤلفة من أولئك المقاومين الذين واجهوا عصابات الحوثيين في أجواء مماثلة وظروف مشابهة في أحياء عدن منذ تحرير مطارها ومحاصرتهم في ميناء عدن واستهداف قناصتهم في أسطح العمارات التي تحصنوا بها ، وهؤلاء إلى جانب خبرتهم الميدانية التي اكتسبوها في معارك تحرير المحافظات الجنوبية ثم الساحل الغربي، بدءاً من ذوباب والمخا والخوخة والدريهمي إلى جانب ما تلقوه من تأهيل وتدريب وإعداد على مدى ثلاث سنوات من قبل التحالف العربي وخاصة قوات الإمارات العربية المتحدة قد امتلكوا الآهلية والكفاءة والتدريب ويمتلكون العقيدة القتالية التي يواجهون بها هذه المليشيات ، ولذلك نعتقد أنهم مثلما تمكنوا من إلحاق الهزيمة في تلك القوات المتحصنة في المطار والقاعدة الجوية المحيطة به بثكناتها وبقواتها التي أعدوها لمواجهة طويلة المدى، لكنهم لم يصمدوا إلا لأيام معدودة ، رغم أنه كان بإمكان هذه القوات اقتحام المطار منذ اللحظة الأولى لكنهم كانوا حريصين على دماء مقاتليهم ولذلك تمت العملية بأقل خسارة ، وهذا ما يُخطط له في الدخول إلى أحياء المدينة ومحاولة الالتفاف عليها ، وربما القيام بهجمات مباغتة ومفاجئة لا يعرف بها الحوثيون إلا حينما يصطدمون بأولئك الأبطال ويولون الأدبار أو يستسلمون أو يلقون حتفهم وهذا ما سنراه خلال الأيام القليلة القادمة". فحذار من المغالطات وسرقة الانتصارات!!..

مقالات الكاتب