ما دلالات بيان الأنتقالي الأخير؟
بعد ثلاث سنوات من حرب اليمن التكتيك الاستراتيجي يتغير ، هذا ماوضح لي حقيقة بعد صدور بيان المجلس الأنتقالي ليوم الثالث من أكتوبر الجاري . منذو دحر وهزيمة قوات المخلوع والحوثي من أراضي الجنوب وتحرير أراضيه ، كانت هناك مطالبات شعبية بفرض واقع ثوري جديد والأعلان عن فك الارتباط وعودة دولة الجنوب ، فقد كان في البداية صراع مُحتدم على إيجاد حامل سياسي يمثل قضية الجنوب ونجح الشعب الجنوبي بتكليف اللواء عيدروس الزبيدي الذي بدوره أسس مجلس أنتقالي والذي بدوره أيضاً وسع من دائرة المسؤولية وأسس جمعية وطنية جنوبية وهي بمثابة برلمان جنوبي تأسيسي . أنتظر الشعب الجنوبي قرابة السنتين ليصل لهذه المرحلة من التنسيق والترتيب وسد كل الثغرات وبلاشك بالتفاهم مع دول الخليج التي بلاشك أيضاً قد منحت المجلس الأنتقالي الضوء الأخضر للأقدام على تلك الخطوة التاريخية غير المسبوقة. لماذا وافقت دول الخليج على تلك الخطوة؟ بطبيعة الحال التطورات التي جرت مؤخراً وبعد مرور ثلاث سنوات على حرب اليمن وصدور تقرير أممي يٌحمل أطراف النزاع دون أستثناء مسؤولية جرائم الحرب التي تٌرتكب ، وإشار التقرير الأممي إلى أسماء بعينها لتحميلها مسؤولية جرائم حرب ، قد ساعد وسارع في دعم خليجي للمجلس الأنتقالي ليتخذ هذا الموقف وبلاشك كان ذلك التقرير الأممي له أثر بالغ ودلالة واضحة لتغير البوصلة الخليجية نحو دعم استقلال الجنوب . لذلك على المجلس الأنتقالي أن يلعبها بحنكة سياسية ويستثمر ذلك خير أستثمار من أجل تحقيق حلم الشعب الجنوبي بعودة دولته ، فالبوصلة الخليجية اليوم بأتجاه الجنوب وعدم وصدور أي رأي من أي دولة خليجية حتى الساعة مناهض لبيان المجلس الأنتقالي الذي صدر أمس فهذا يدل دلالة قاطعة على أن هناك ترتيبات مسبقة جرت قبل ذلك ولَم يصدر البيان إلا بعلم ودراية وموافقة خليجية كاملة الدسم ، وهنا قد كسب الجنوب نقاط وليس نقطة واحده لصالحه . أعتقد وأُجزم بأعتقادي بأن أزمة الجنوب قاربت على الأنتهاء وبما فيها حرب اليمن فأرض الجنوب توازي قرابة ثلثين وأكثر من المساحة الأجمالية لليمن وبها النفط والغاز والذهب وكل المعادن غير محدودة وقادرة على بناء ذاتها بذاتها دون الحاجة لدعم حتى دول الخليج فمقومات الدولة متوفرة بكل صورها . الأمر الأخر الذي يجب علينا الأنتباه له والذي حصل خلال اليومين الماضيين لقاء السفير الفرنسي مع اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الأنتقالي وهو أعتراف رسمي غير مباشر بالمجلس الأنتقالي وهناك أنباء عن لقاء بين المبعوث الدولي غريفيث واللواء الزبيدي في أبوظبي ومؤكد بمشاركة إماراتية وهنا تكون جميع خيوط اللعبة قد أكتملت ولَم يعد إلا الأعلان عن فك الأرتباط وعودة دولة الجنوب التي أول من سيعترف بها دول الخليج وغالباً سيكون تاريخ الرابع عشر من أكتوبر الجاري موعداً لذلك .