جيمس ماتيس و نظرية وقف الحرب

ارتفعت وتيرة دعوة السيد جيمس ماتيس لإيقاف الحرب في اليمن، و طالب بتقسيم البلاد الى مناطق مع حكم ذاتي، و جاء الترحيب من دول كبيرة مثل بريطانيا، و طالب السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكي بوقف جميع الأعمال القتالية و بدء مفاوضات إنهاء الحرب في اليمن. لم يتحدث أحد عن ماهية و شكل الحكم الذاتي المقترح، هل المقصود بذلك هو الأقاليم الستة الذي يطالب بها الرئيس هادي؟ و هل يدرك من يتحدثون عن الأقاليم و الفيدرالية و الحكم الذاتي ان هذه هي مسميات متشابهة، و ينسى المنظرون ان سلطة الإقليم تمنح من السلطة المركزية، و هذه السلطة قابلة للإستعادة أو التعديل. لهذا لن يقبل الجنوبيون بأقل من فيدرالية مزمنة يليها إستفتاء لشعب الجنوب بالبقاء في الدولة الإتحادية أو فك الارتباط بهذه الدولة، و مع تعديل دستور الجمهورية اليمنية، و خاصة المادة الأولى منه. و من الجانب الآخر سيضع الحوثيون عراقيل لتنفيذ هذا مشروع التقسيمات و الحكم الذاتي، فهل يدرك المنظرون عقيدة الحوثيين؟ فهم لا يريدون صعدة او حتى الشمال، هم يدّعون ان لهم الحق في حكم كل اليمن بل و الجزيرة العربية. للحوثيين عقيدة قامت على اساس فكري و شرعي، و هو ان الحكم يجب ان ينحصر في أبناء الحسن و الحسين، و قد أكد هذا الكلام و جعله نظرية إمامهم الهادي يحيى بن الحسين، ثم انتقلت هذه النظرية الى التطبيق. هذا هو فكرهم كما أدعاه الهادي يحيى بن الحسين. و بناء على ذلك اصبح الحوثيين يؤمنون بالنظرية الهادوية بأن ينحصر الحكم في البطنين، و اصبح ذلك واجباً شرعياً، كما هو مدوّن في كتبهم و مراجعهم و مصادرهم, و من أبرزها و أشهرها كتاب (الأزهار) للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى المتوفى سنة 840هـ، و أكد هذا الكلام ما ذكره محمد علي الشوكاني في كتابه السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار. مبدأ الحوثيين: هذه هي عقيدتهم و هذا هو هدفهم، فكيف لهم ان يقبلوا بحكم صعدة فقط؟ و لهذا تدعمهم ايران لأنهم يتبعون نفس الإعتقاد و هي نظرية "الولي الفقيه" أو "المرشد الأعلى" التي أصبحت نظرية سياسية دينية أتى بها الخميني، و قد نشأت نظرية "ولاية الفقيه" على يد الشيخ أحمد النراقي، مؤلف كتاب "عوائد الأيام، و طبقها الخميني لأول مرة عام 1979م. أما المندوب ألأممي غريفيث فهو أكثر الأطراف صراحة، فهو يقولها صراحة انا اسمع للجميع، و لن أدين اي طرف، لأنني وسيط و لست طرفاً في النزاع، و سأبحث عن ايجاد سبيلاً للإتفاق بدلاً من الاختلاف. الخلاصة: _______ لا أرى ضوء في آخر النفق، إذا لم تنتهي نظرية هادي و الاقاليم الستة، و تنتهي النظرية الهادوية في اليمن، و يتحلى بالمنطق السيد ماتيس، و يتعامل الجميع بمنطق الأشياء. الدكتور علي محمد جارالله

مقالات الكاتب