الانتظار طويلا لاستعادة دولة الجنوب خطأ سنندم عليه
سنعض اصابع الندم وسنموت حسرة وقهرا وسيسجل لنا التاريخ في صفحات الخيبة لمنتصرعظيم سلميا وحربيا وصفحات العجز والفشل لمناور سياسيا وعود كثيره وتصريحات اكثر بان مابعد اليوم ليس كالامس وان الجنوب قادم وهو قاب قوسين من اعلانه وان العام الحالي هو عام الجنوب دولة مستقلة كاملة السيادة وان وان … تختلف المواقيت وتختلف المنابر والمواسم ويظل الامل معقود والحلم موعود والانتظار ممدود … لن نكل ولن نمل ولن نتراجع اليوم او الغد او العام القادم او الذي بعده لن نيأس سنظل ننتظر قدومه لانه حق ولابد ان يعود لاصحابه يوما ما طالما هناك من يطالب به ويسعى لاستعادته بكل السبل .. ليست هنا المشكلة . فقط نريد ان نعرف وبكل صراحة وبشجاعة … ماالذي يحول دون تحقيق استعاده دولة الجنوب ..؟ وما الذي يعرقل اعلان ذلك .. ؟ ولماذا غابت الخيارات الجنوبية الاخرى واختفت وسائل الضغط والتهديد ولو اللفظي ضد كل المعرقلين لحقنا بدون استثناء ..؟ فالحق لنا والنصر من عند الله تحقق على ايدينا ولن ينكر ذلك علينا احد الرصاص الصداح ونار الحرب الملتهبة تتمزق فيها اشلاء جنودنا ويكتوي بنارها ابناءنا . لقد كفينا ووفينا ووعدنا فانجزنا وجزاؤنا في جنوبنا اليوم هاهو امامكم .. ننظر اليه بحسرة في غرف الانعاش يكاد المتربصون به ان يسحبوا عنه الاكسجين ويفصلون عنه الاجهزة الانعاشية ليموت كمدا وقهرا . اربع سنوات او تزيد من بعد النصر والتحرير ولم يزداد في الجنوب الا رقم العداد يحصي عدد الشهداء والجرحى والايتام والارامل و عدد المشاريع المخربة وعدد الموجوعة قلوبهم بالظلم الذي حل بالجنوب وابنائه والذي قضى بالعيش كما اراده الحكم الاجباري لا كما يريده الحق الجنوبي ان فترة الانتظار الطويلة تحت حرارة المواقف والمواقد تفقد الجنوبيين القدرة على السيطرة والتركيز في القضايا المحورية وتدفعهم للانغماس في التفاصيل الشيطانية كما وتتيح المجال لصناع المشاريع والخطط المعيقة للجنوب كدولة ان ينفثوا سمومهم ويرسموا خططهم ويرصوا صفوفهم مستغلين طول فترة الانتظار وفتور نشوة الانتصار . بل والاخطر من ذلك هو تعميم مبدأ التعايش والتعود عليه وتطبيع الاوضاع ونسيان الاهداف وهذه هي الكارثة الكبرى . لايوجد اطلاقا مايبرر التراخي والتأخير والاستسلام لخيار واحد فقط اخضعنا للترويض والتطويع والتشكيل الذي يمارس ضد بعض الجهات المحلية والتي تقيدت بذلك الخيار الوحيد ووقفت امامه جامدة وممنوعة من الصرف والتصرف وضبطت بوصلة الحركة والحراك على جهة معينة لانعرف ابعادها والمسافة الجغرافية والزمنية الفاصلة بينها وبين اعلان استعادة الدولة . ونخشى اكثر مانخشاه من سحب القرار من اهله وتحويله لتدويله وربطه بخارطة الطريق التي لم ترسم بعد لنكتشف بان التجربة المريرة التي خضناها للمرة الثانية وسقط في طريقها ولازال يسقط حتى اليوم المزيد والمزيد من ابنائنا ماهي الا ضريبة دفعناها وسنظل ندفعها دائما وقودا وحطبا للمحرقة الاستنزافية طويلة المدى لينتصر بنا وبدمنا ودمعنا كل من عجز عن تحقيق اهدافه وبرامجه فيصعد للنجاح فوق سلالم الجنوب والجنوبيون كما صعد صالح اليمن وحكم واخضع وطوع الجميع وطواهم تحت عباءته حيا وميتا .