وخزة قلم لا بد منها
لا يحتاج الناس بالجنوب من المجلس الانتقالي الجنوبي أن يثبت لهم بكل مناسبة أنه يقف مع التحالف، بل يحتاجوا منه الى ما يثبت أن التحالف يقف اليوم مع الجنوب وقضيته موقفا سياسيا واضحا ، أو في أسوأ الأحوال يثبت لهم أن هذا التحالف ليس خصما لهم ولا يتمترس بخندق الخصوم. ومع ذلك – وللأنصاف -، فكلما أغضب من الموقف السعودي أتذكّــر أن السعودية لم تعطِ للجنوبيين منذ بداية هذه الحرب وحتى هذه اللحظة أي وعد ،لا من تحت الطاولة ولا من فوقها بأنها ستقف معهم بمشروع استعادة الدولة الجنوبية أو حتى مشروع الإقليمين، مقابل وقوفهم معها بهذه الحرب ،خصوصا حين لم تجد من معظم قياداته- ولا أقول كلهم - أية مطالب أو شروط قبل وأثناء الحرب، بل على العكس من ذلك ظلت "السعودية" وما تزال رافضة اعتبار القضية الجنوبية قضية أساسية بالأزمة اليمنية أو حتى قضية ثانوية, حتى في ذروة حاجتها الماسة لورقة القضية وللبندقية الجنوبية ، بل وبقيت حتى اليوم مُــصرّة على استبعاد الجنوب من جولات المفاوضات السابقة ،وربما اللاحقة . هذا التجاهل السعودي ليس منذ بداية هذه الحرب وتعقيداتها حتى يمكن ألتماس لها العذر، بل يعود الى عام 2000م - على الأقل – وهو العام الذي ظفرت به المملكة بصفقة ترسيم الحدود مع اليمن بثمنٍ بخسٍ هو : إعادة القيادات الجنوبية من المنافي، وما المبادرة الخليجية التي رمَتْ السعودية بها القضية الجنوبية خلف الشمس إلا خير برهان .. وكذا القرارات الأممية الأخيرة التي كانت السعودية تمرر من خلالها معظم ما تريده بحُكم مفعول سحر مالها ، تلك القرارات التي لم تتجاهل القضية الجنوبية فحسب بل أكدت على تمسكها بوحدة 94م الجائرة وبشطر الجنوب الى قسمين بساطور مخرجات عفت عليها الحرب والزمن .وتمسكها ودعمها السخي عسكريا وسياسيا وماليا لقوى سياسية شمالية ،من المضحك أنها تعتبرها قوى إرهابية . ومع ذلك ليس مطلوبا من الانتقالي الجنوبي أن يدخل بصدام مع السعودية ولا مع غيرها من دول الإقليم, بل أن يعيد تقييم وتصحيح علاقته بهذا التحالف حتى يعلم المجلس الى أين يمضي هو ومَــن معه.!