لفرقاء الرياض .. عدن تستحق الأفضل

مخاض عسير لولادة إتفاق الرياض ، تنفس الشعب الجنوبي الصعداء بعد التوقيع على المسودة وما رافقها من مماطلة وتسويف بإعلان التوقيع الرسمي الذي تأخر بعض الوقت مما زاد طين التكهنات بلة . اعتقدت كغيري من المتابعين وعامة الشعب بأن الفترة الزمنية الطويلة لحوار جدة وإتفاق الرياض كانت كافية وكفيلة لتقريب وجهات النظر وإختصار المسافات ، لم أتصور كغيري أن منصب محافظا لعدن ومدير أمنها سيكون بالصعوبة بمكان ، وأنه خلال مراحل حوار جدة وإتفاق الرياض لم يناقش هذا الموضوع بجدية للخروج رغم انه من بنودها الأولى ، بتوافق على شخصية تستحق عدن وعدن تستحقها . أيها الرئيس المؤقت هادي ، أيها اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، لا مانع بأن يكون محافظ عدن من المجلس الانتقالي الجنوبي إن كان شخصية إستثنائية من الطراز الرفيع بهكذا مرحلة صعبة ، ولا مانع بأن يكون محافظ عدن من الشرعية اليمنية إن كان مشهود له بالنزاهة والكفاءة وقوة الشخصية والقرار . عدن عانت كثيرا وآن لها أن ترتاح لبعض الوقت ، أهالي عدن عانوا هم الآخرين بما فيه الكفاية ، حتى ظن البعض بأنهم يسكنون قرية بصحراء الربع الخالي المقفرة الموحشة خالية من مظاهر الحياة ، لن تجد بعدن مكان تشعر فيه بالأمن والأمان و الاستقرار ، تمزق النسيج الإجتماعي وأنكشفت عورات المجتمع المدني الجنوبي ، زمن الطيبين صار من اساطير الأولين ، ونعيش اليوم زمن الفجار الفساد ( بتشديد السين ) ، إندثرت القيم والأخلاق والمبادئ إلا من القلة القليلة من رحمها الله . طبقوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على أنفسكم وبطانتكم تخرجون من جميع المأزق بسلام ووئام الإحترام : رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه . اليوم نشاهد من لايعرفون قدر أنفسهم يتزاحمون على المناصب وطلب المسؤولية وبضراوة من أجل سرقة المال العام والتنكيل بالشعب الفقير البائس ، غير عابهين بفشلهم وبفسادهم الذي أدى إلى مآسي وويلات وفقر وجوع ، إنهم يستثمرون معاناة ومأساة الشعب للإثراء غير المشروع دينيا وأخلاقيا ووطنيا بهكذا مرحلة صعبة وحرجة . دائما ما تكون رغبات وتطلعات ومطالب الشعوب هي العيش الكريم وتوفير الخدمات ، مطالب الشعب السياسية ليست معناها رغبة بتقلد المناصب بقدر ماهي رغبة بالخروج من الوضع المتردي المزري وتوفير لقمة العيش الكريم ، ومتى ما وصل الشعب لقناعة تامة بعدم جدوى السياسيون سيخرج متمردا على الكل . ولهذا أحذر واكرر من إنتفاضة قادمة ستاكل الأخضر واليابس في عدن والجنوب ، اليوم الشرعية و الانتقالي شركاء وحلفاء بالسلطة ، وعليهم تحمل المسؤولية بجدارة وحزم ، ما يحدث في بغداد وطهران وبيروت ثورات شعوب جاعت وخرجت دون موعد مسبق .

مقالات الكاتب