تساؤل لا ينتظر الإجابة !
المقترح الذي تقدم به ( التحالف ) بشأن توزيع الحقائب كما يتم تسريبة ونشر في صحيفة < الأيام > في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء ١٤ يوليو؛ وفي غيرها من المواقع الأخبارية وشبكة التواصل الإجتماعي ؛ هل هو من باب جس النبض ومعرفة ردود الأفعال المختلفة ؟ أم هدفه التعطيل كما يبدو لنا وإطالة أمد التشاور حتى تنضج أمور وتتبدل أخرى ؛ ومعها تتغير قواعد اللعبة بين الطرفين ( الإنتقالي والشرعية ) لصالح أطراف وقوى كثيرة تنشط على ساحة الجنوب وبخلفيات وأجندات مختلفة بما فيها تلك المعادية لتحالف ( دعم الشرعية ) !! وقد وجدت بعضها ( مقاعد ) لها في تلك المقترحات المسربة . ويصبح الجنوب بموجب ذلك مقسماً على مقاعد ؛ وليس نسبة واحدة تمثل كل أهله بالعدل ؛ سياسياً وأجتماعياً وجغرافياً ؛ ووفقا للتفاهم والتوافق فيما بينهم وبآلية وطنية مناسبة ؛ وتقع هنا المسؤولية على المجلس الإنتقالي الجنوبي بدرجة رئيسية في هذا الإتجاه ؛ تتجسد فيها وحدتهم وحرصهم المشترك على وحدة الجنوب ككيان سياسي وجغرافي واحد وعلى تأمين حاضره ومستقبل أجياله القادمة ؛ بينما النصف الآخر في الحكومة التي طال إنتظار ولادتها المتعسرة وغير المبشرة بالخير؛ سيكون من نصيب الشمال وهو نوع من ( الكرم ) ليكون معه ( حكومة ونصف ) ؛ فالشمال يحكمه أهله ممثلاً بحكومة الحوثة ومن معهم من القوى الشمالية ( الشرعية ) والكل يعرفها ويضاف لهم من يقفون في المنطقة الرمادية علناً على الأقل ؛ ومع حكومة الأمر الواقع في صنعاء عملياً ؛ ويكون الجنوب في هذه الحالة أشبه بكعكة سياسية ( وحدوية ) يتم توزيعها بين الجميع وللجميع !! فهل يعتقد هؤلاء بأن هذا هو ما ضحى ويضحي من أجله الجنوب ؟ وبأن الحل الذي يرضى به شعبنا الجنوبي ويكون مقنعاً له يكمن هنا ؛ أم أن للأمر أبعاد أخرى وأهداف متعددة سيكشفها الزمن في قادم الأيام وقد أصبحت مؤشراتها واضحة لنا ؟! إن الإجابة لن تكون عند من يعنيهم الأمر وتكرموا بمقترح توزيع نسبة الجنوب ؛ وأياً كانت النوايا لديهم ؛ بل أن الرد المطلوب والواضح يمتلكه شعب الجنوب العظيم وحده دون سواه ؛ الذي تختزل تضحياته الإستثنائية العظيمة والمقدَّسة لديه وأهدافه المعلنة الإجابة الشافية على كل ذلك ؛ وبصوت الحق ولسان التاريخ وبعدالة القضية !