مخيم المعتصمين العسكريين .. إلى متى؟
لم يكن يخطر على بال أحد في يوم من الأيام؛ أن نشهد إعتصاماً مفتوحاً للعسكريين الجنوبيين؛ بمن فيهم أبناء الشهداء والجرحى من المؤسستين الدفاعية والأمنية؛ للمطالبة بدفع مرتباتهم المقطوعة بفعل فاعل في حكومة الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي؛ منذ بداية عامنا هذا وأشهر أخرى من قبل ذلك؛ ولم يكن في حسبان هؤلاء الرجال الوطنيين الأبطال أن يأتي يوماً عليهم؛ ليقفوا هذا الموقف المؤلم الذي يمس شرفهم وكبريائهم العسكري وكرامتهم الإنسانية؛ وهم الذين ذادوا وبرجولة وشرف وشجاعة وإستبسال عن حياض الوطن وصانوا كرامته الوطنية وكرامة مواطنيه؛ وقدموا من التضحيات والمعاناة مالم يقدمها غيرهم .. أنه لمن العار أن تتحول حقوقهم المشروعة والطبيعية إلى مجال للمساومات السياسية الرخيصة؛ وإلى ورقة دنيئة واللا أخلاقية واللا وطنية للضغط عليهم؛ بل ومعاقبتهم على مواقفهم الوطنية المشرفة وتصديهم الباسل مع المقاومة الجنوبية البطلة لجحافل الحوثيين وهزيمتهم عام ٢٠١٥م؛ وهم الذين مازالوا يقاتلونهم مع من أنكشف تحالفه معهم من القوى الإرهابية المتطرفة الأخرى وبمسمياتها المختلفة وعلى أكثر من جبهة؛ ويقدمون التضحيات وبصورة شبه يومية؛ في الوقت التي صمتت فيه جبهات الشمال؛ بل وسلمت الكثير من المواقع والجبهات للحوثيين وبما فيها من أسلحة وعتاد وحرف بوصلة الحرب بإتجاه الجنوب؛ وما زالو كذلك عند موقفهم المشرف الذي يليق بهم إلى جانب شعبهم في الجنوب الذي يدافع عن حقوقه المشروعة وعن سيادته على أرضه وإستعادة دولته الجنوبية؛ أنه العقاب الفاضح لأصحابه الذي يتم عوضاً عن تكريمهم المستحق؛ فأي سلوك مشين هذا الذي تنتهجه ( الشرعية ) وهو مدان وغير مقبول بالمطلق وبكل المعايير الوطنية والأخلاقية والإنسانية ؟! أن بقاء الوضع معلقاً ودون حل سريع وعاجل يلبي مطالب هؤلاء الأبطال كاملة ودون نقصان لهو المطلوب دون غيره؛ وأي مماطلة أو تسويف وتحت أي حجج أو مبررات لن يكون مقبولاً عندهم؛ وقد يكون لذلك تداعياته وتبعاته الخطيرة وعلى أكثر من صعيد؛ فلا يعقل أن يبقى الإعتصام مفتوحاً إلى ما لا نهاية !.