الإنتصار للجنوب.. بالتفاهم والحوار والتنازلات المتبادلة
أثبتت كل الوقائع والأحداث المؤسفة والمحزنة التي جرت خلال الفترات الماضية؛ القريبة منها والبعيدة؛ بأن غياب الثقة وضعف التفاهم وطغيان حالة الشكوك المتبادلة؛ وإنعدام الحوار الجدي الأخوي المسؤول وعلى قاعدة الصدق والإخلاص للأهداف الوطنية المشتركة؛ والشراكة الحقيقية الشاملة؛ ونبذ لغة التخوين من قاموس العلاقات الوطنية ؛مع وجود طرف ثالث حاضر وفعال دوما وبطرق وأشكال مختلفة وبأكثرها خساسة وخبثا ولؤما؛ قد أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه حينها؛ ومازالت تبعاتها وتداعياتها فاعلة إلى يوم الناس هذا؛ وتتجلى وتعبر عن نفسها وبصور عديدة وواضحة وقبيحة أيضا أثناء الأزمات المختلفة الطبيعية والمفتعلة وعلى حد سواء !! فهل نتعلم ونتعظ من مآسينا ودماء ودموع أهلنا في الجنوب؛ ونفسح المجال للعقل والحكمة والمنطق؟! وأن نوقظ الضمير الكامن في نفوسنا ليكون حاضراً في اللحظات العصيبة التي تسود فيها الإنفعالات وردود الأفعال الغاضبة والقائمة على التحريض والتحريض المضاد؛ وإستدعاء العصبيات بأشكالها وتهييج الأنصار لمواجهة ( العدو ) ودون وعي أو دراية بخطورة ذلك على مصير ومستقبل الجنوب وعلى الجميع دون إستثناء؛ لأن كل ذلك يمهد عملياً الأرضية المثالية لفتنة كبرى بين الجنوبيين؛ تم التخطيط لها والعمل بها وعلى ضوءها منذ فترة ليست بقريبة؛ وحينها وكما كررنا مراراً بأن الجنوبيين سيهزمون أنفسٓهم بأنفسِهم وسيدفعون الثمن نيابة عن أعداء الجنوب؛ وعن كل المتربصين به شراً والطامعين بخيراته وثرواته وإحكام السيطرة على مقدراته والهيمنة على قراره المستقل !! .. وحينها لن ينفع الندم أو البحث عن من كان السبب أو من قبض الثمن !!