حشود المماحكات (1)
كم كنت أتمنى أن تكون ظاهرة الحشود والمسيرات التي يقيمها أنصار السلطة (الشرعية) النازحة حالة طبيعية واعتيادية تعبر عن حجم ومساحة وجود المكونات والأحزاب التي تتبناها، بعيدا عن التباهي والتهويل والمبالغة والتضخيم الإعلامي وكل الصخب والضجيج الذي لا يحرر قرية من سيطرة الحوثيين ولا يفك أسيرا من الأسرى لديهم ولا يستعيد موقعا من المواقع الاستراتيجية (أو حتى غير الاستراتيجية) التي ينتزعونها من فيالق وجيوش الشرعية وأنصارها الذين يتجاوز عددهم العشرين مليونا كما يقول الإعلام الشرعي. لكن تلك المكونات التي لم تجد نجاحاً تحتفل به ولا منجزا تتباهى به ولا انتصارا تغيض به من تخاصمهم، راحت تقيم فعاليات لا يعلم أحد ماذا تريد، ولا ما هي مطالب المشاركين فيها. بعيدا عن الآراء والأخبار التي تتحدث عن استئجار متظاهرين أجانب، ودفع مكافآت مجزية لكل مشارك في فعالية أنصار الشرعية يوم أمس في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وبعيدا عمن يقول أن ثلثي المشاركين في مسيرة عتق هم من أبناء مأرب وخولان والجوف الهاربين من مناطق سيطرة الحوثيين في المحافظتين، بعيدا عن كل هذا فإن احتشاد مئات أو حتى بضعة آلاف في محافظة يفوق عدد سكانها الستمائة ألف نسمة يعتبر أمرا اعتياديا لا يمثل أي طفرة أو اختراق أو معنىً استثنائياً، خصوصا عند ما يكون الداعي للحشد هو من يهيمن على المحافظة بقوة السلاح والغزو، ويمنع أي فعالية معارضة وتطلق قواته النار حتى القتل على من لا يشاطره مواقفه. * * * بعض الكتاب كانوا قد اطلقوا على فعالية لودر في محافظة أبين منذ أسبوعين "قيامة وطن" وأحسنوا صنعاً انهم لم يسموا فعالية شبوة قيامة ثانية، فالقيامة لا تقوم إلا مرة واحدة لكنها لا تقوم بألف نفر او ألفين أو حتى مئات الآلاف. * * * قال لي أحد الإعلاميين ممن تابعوا فعالية شبوة يوم أمس: - سألت الصومالي الذي كان يحمل صورة بن عديو خلال المسيرة : هل تعرف صاحب الصورة؟؟ فكان رده: - أيوه أعرفوه إنه الرئيس عبدو ربوه منزور هادي. * * * دامت شبوة وكل أهلها الطيين بخير وسلامة وازدهار.