الإنتقالي أمام معادلة وطنية صعبة !
كما يبدو لنا بأن المجلس الإنتقالي الجنوبي وفي خضم معركتة السياسية الواسعة والمتعددة الميادين والجبهات؛ وبتعدد الأطراف التي تناصبه العداء والخصومة والمكر كذلك؛ لم يعد لديه وكما نتصور من خيارات كثيرة مضمونة وآمنة تجنبه الإنتحار السياسي الذي تحاول هذه الأطراف مجتمعة أن توقعه فيه وعبر أكثر من وسيلة؛ من خلال الدفع به مجبراً للإقدام على خطوات تضر به وبعلاقاته مع شرعية هادي؛ وبالتحالف وبعلاقاته الوطنية الجنوبية بدرجة رئيسية التي تمثل حجر الزاوية لنجاحه في هذه المعركة؛ الأمر الذي يتطلب تسوية وتجاوز بعض قضايا الخلاف معها وتعظيم المشتركات ونقاط الإتفاق وجعل المستقبل هدفا وطنيا عظيماً تسقط دونه كل الحسابات والذاتيات. ومخطط كهذا وكما يعرفه الجميع تقريباً؛ أصبحت تجلياته ومعالم فعله واضحة؛ رغم إخفاء بعض جوانبه وهي الأخطر؛ وعبر توزيع للأدوار وبتنسيق محكم بين هذه الأطراف؛ وعدم منحها فرصة لتحقيق هدفها هذا غير مسايرة الأمور وبواقعية ومنطق ما يطرح عليه وإقتناعه بها؛ والقبول بما هو ممكن ومتاح من كل ذلك؛ وبما لا يخل بتحقيق الهدف الوطني العام المعلن للجنوب. وهنا تكمن قدرته على التعاطي السياسي المسؤول مع هذه المعادلة الصعبة والمركبة؛ ولعل أهم عامل للنجاح في هذا المضمار وكما نعتقد؛ يكمن في قدرته على تعظيم حضورة داخلياً وتمتين صلاته بحاضنته الشعبية؛ ومع مختلف شرائح وفئات وطبقات المجتمع وعلى إمتداد خارطة الجنوب؛ وبقدرته على نسج علاقات وطنية حقيقية وشاملة وغير إنتقائية مع مختلف الأطراف والقوى والشخصيات السياسية والإجتماعيةالجنوبية؛ وكما أكدنا مراراً وتكراراً على ضرورة الإسراع بخطوات التقارب والتوافق على توحيد الرؤى والمواقف الضامنة لحماية المشروع الوطني الجنوبي؛ وضمان وصوله إلى شاطئ الأمان وبأقرب وقت ممكن وبأقل التكاليف والتضحيات؛ وكل هذا مرهون بدرجة رئيسية وضمن أمور أخرى؛ بوجود كل القيادات على الأرض؛ لما لذلك من أهمية بالغة وإستثنائية في هذه الظروف؛ وبغير ذلك فإن الأمور لا تطمئن إطلاقاً وتبعث على القلق والخوف معا مما هو قادم؛ إذا ما بقت الأوضاع على ماهي عليه؛ مع أملنا الكبير بأن يتجاوز شعبنا هذه الظروف المربكة والمحبطة للجميع وأن ينتصر الجنوبيين جميعاً لقضيتهم التي تقع على عاتق الكل دون إستثناء؛ ليصبح شعار الجنوب القادم لكل الجنوبيين وبكل الجنوبيين أمراً متجسداً وحقيقة واقعه !.