ضجة السفير الإيراني لدى صنعاء
ربما تكون إيران هي البلد الوحيد الذي استبقى سفيره في صنعاء ولم ينقله حيثما انتقل الشرعيون، وظل السفير الإيراني السابق لدى الحوثيين منذ العام ٢٠١٤م، ويعتقد الكثيرون انه قد تنقل بين صنعاء وطهران عدة مرات طوال تلك الفترة قبل أن يستبدل بسفير جديد الإسبوع الفائت. وصول السفير الإيراني الجديد إلى صنعاء أثار ضجةً وصخباً إعلاميين غير متوقعين لدى إعلام الفقاعات وصناعة السطحيات، وتساءل الكثيرون من أساطين هذا الإعلام: كيف وصل هذا السفير إلى صنعاء في ظل الحصار الجوي والحظر القائم على مناطق سيطرة الحوثيين؟ وراح الكثر من هؤلاء ينشرون التخمينات التي لا تخلو من تخريجات مضحكة بين من قال أنه دخل متنكرا، ومن قال انه شحن ضمن مواد الإغاثة وآخر قال أنه وصل مع طائرة الأسرى، ورابع قال إنه دخل مع بعثة الأمم المتحدة وخامس وسادس. . . و. . و. . إلخ. لو أن هؤلاء وسعوا دائرة التساؤل ليضمِّنوه سؤالا عن كيفية وصول الذخائر و الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من طهران إلى صنعاء؟ لتوصلوا إلى الإجابة على السؤال المتعلق بالسفير، ففضلا عن أن حجم السفير أصغر بكثير من حجم صاروخ السكود، فإن الحظر على صنعاء الذي شمل الأسلحة والذخائر والمؤن العسكرية والأدوات القتالية، التي تدخل إلى صنعاء بصورة منتظمة، هذا الحظر لا يشمل دخول وتنقل البشر، ونعلم أن الإيرانيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين وغيرهم (من أتباع المشروع الإيراني) يتنقلون بكامل اليسر بين بلدانهم وبين صنعا، فلماذا التعجب عن طريقة وصول السفير الذي لا يوجد اي قرار يمنعه من الوصول إلى صنعاء. أخيراً: ربما يكون السفير الإيراني هو العنصر الوحيد الذي سيمر من جميع نقاط القوات (الشرعية) دون ان يدفع حق ابن هادي باعتباره إنسان لا يختلف عن أي مسافر، بعكس الأسلحة والذخائر والمواد المحظورة التي تمر عبر عشرات النقاط (الشرعية) مقابل بضعة آلاف من الريالات اليمنية التي يظفر بها جهابذة وجنود (الجيش الوطني) الشرعي، وفقاً لفلسفة "يا بخت من نفع واستنفع".