نجيب يابلي في تناول عبدالرحيم محسن وعبده فارع في 2004م
كان من حسن طالعي أنني شغلت كامل الصفحة (9) من الزميلة "الثوري" في عددها الصادر في 4 مارس 2004م (أي قبل 17 عاماً)، وكانت أربعة أخماس الصفحة من نصيب الزميل عبدالرحيم محسن في موضوعه (الشمولية في مواجهة نجيب يابلي) والخمس المتبقي من الصفحة كانت من نصيب الاخ والزميل عبده فارع نعمان في موضوعه (بريق السلطة خداع - اليابلي وانقلاب السحر على الساحر). الموضوعان الشائقان المرصعان بالتوابل للزميلين العزيزين نشرا على خلفية احتجازي لمدة (12) ساعة في معتقل الأمن السياسي في التواهي فور وصولي مع الزميل هشام باشراحيل، رئيس تحرير "الأيام" في صنعاء عقب اختتام أعمال المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين. أشار الزميل عبدالرحيم إلى قسوة وعشوائية النظام القبلي العسكري المتخلف في التعامل مع شرائح المجتمع المدني المثقف وخلوه من الذوق. أشار الزميل عبدالرحيم الى ما كتبه الزميل هشام في "الأيام" في 25 فبراير، 2004م، وما كتبته أنا في "الأيام" في 26 فبراير، 2004م، حول موقفينا من عملية الاعتقال السوداء.. أما الزميل والأخ العزيز عبده فارع نعمان الذي لمع نجمه في كل مواقع الشرف (التعليم - الصحافة - النقابة) فقد تحدث عن الواقعة السوداء المشينة التي حصلت لي ولطفتها تصرفات رجال الأمن اللطيفة وحسن معاملتها لي أثناء ساعات الاحتجاز وتحدث عن قيمة معايشته لي من خلال العمل المشترك في قطاع التدريس والعمل النقابي وتحدث عن مقدرتي على قلب السحر على الساحر. وأنا أطالع الموضوعين الشائقين في ظل متغيرات الواقع المعاش بعد مرور سنوات سبع عجاف وصلت إلى خلاصة أن الشمولية هي عقلية وسلوك رسمته تلك العقلية وقد عايشت الشمولية ولا أزال أعايشها هذه الأيام كوني تعاملت ولا أزال أتعامل مع بشر حكمتهم نفس العقلية ونفس السلوك وهو سلوك الهيمنة والتسلط على الرأي وعدم التعامل مع الرأي والرأي الآخر وكل شيء يأتيك جاهزاً ومطلوب منك الطاعة وخذ ما شئت: سكن وظيفة ومعيشة "فتى رشي". الشمولية هي نمط معايش في بلاد العرب لأنها قامت على ثورات أوصلت فريقا إلى السلطة وأقصت فريقاً آخر عن السلطة ليعيش أفراده مواطنين من درجة ثانية أو النزوح من الوطن. لخص الشاعر العربي الكبير نزار قباني أصحاب هذه العقلية بعبارة " القشور حضارة والروح جاهلية"..