قبيلة العدانية
فاجأني صديقي الإماراتي الذي أحترمه جيداً بإتصال قائلاً؛ - اراك مشغولاً منذ فترة، لا نراك كثيراً، و لا حتى ترد على الإتصالات، هل أخافتك كورونا؟ - رغم ان كورونا مخيفة، إلا اني مشغول بأمور أخرى - أريدك ان تحدثني عن القبائل في عدن؟ - لا يوجد في عدن قبائل منذ 5500 سنة، لأنها بلد يتعايش فيها مع بعض جميع الأجناس و الديانات و المذاهب. - و لكن التاريخ يتحدث عن حياة القبائل في أراضي جيرانكم، الم يؤثرون فيكم؟ - نعم هم يتحدثون عن قبائلهم، فلكل قبيلة كاتب يفتخر بقبيلته و يُمجدها و يشرح صولاتها و جولاتها، و حتى الشعراء اصبحوا يبدعون في معلقاتهم لمدح شيخهم الفارس المغوار الذي تغلّب على قبيلة شاردة في معركة واردة، و اوجعوا رؤوسنا عندما زار الشيخ الطربال لصديقه شيخ قبيلة البنطال، و تهنئة الشاعر الضراط بفوز الحمار الأعرج لقبيلته بالسباق السنوي للحمير - و اين القبائل العدنية من كل هذا؟ - كما قلت لك لا توجد في عدن قبيلة لسبب بسيط لانها هي سيدة القبائل، لا يوجد لقبيلتها شعراء يمتدحونها، و لا يوجد لديها كتّاب يروون قصص مغامرات شيوخها الكاذبة، و لا لديها حمير تتسابق، و لا يتفاخر العدني بوضع السلاح على كتفه و يقول لك صورني انا ادافع عن وطني، و لا يربطون على بطونهم بالجنابي حتى تصدي. - معقول ما تقوله يا صديق - نعم، و سأعطيك المثال المؤلم، هم إفشلوا حركة 48، و أفشلوا ثورة 26 سبتمبر، خانوا و ثيقة العهد و الاتفاق، و هم من إفشلوا الوحدة بغزوهم الجنوب في العام 1994م، و هم من إفشلوا ثورة الشباب، و هم من أفشلوا المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار، و هم من يفشلون الآن إتفاق الرياض - هل معقول ما تقوله؟ - ثق بما اقوله لك، ساسة الجمهورية العربية اليمنية لا ينتصرون إلا للقبيلة و المذهبية، حتى عندما حاول علي عبدالله صالح ان يخلق معادلة جديدة لهم بإتحاد القبيلة مع الجيش إفشلها تحالف القبيلة و المذهب - لم اكن اعرف هذا من قبل - صدقني ما اقوله لك هو الواقع، إن ابناء عدن و الجنوب حرروا أرضهم من المليشيات الحوثية في أسابيع، ولم تعد هناك ذرة تراب واحدة تحت سيطرة الحوثيين، و انظر للأراضي اليمنية لم تتحرر منذ ست سنوات، كلها لا زالت محتلة بسبب قبائلها. - أريد منك خدمة، هل تساعدني؟ - تفضل - هل يوافق العدنيون ان يقبلوني سائسا لخيولهم؟ - لماذا؟ - لأنه لو سألني أحدهم و سألني ما أصل قبيلتك أقول له و بكل فخر انا عدني