نحن والتحالف العربي
لست بحاجة إلى تكرار ما قلته وقاله الكثيرون من قبلي ومن بعدي عشرات المرات، تعبيراً عن الثناء والامتنان للأشقاء في التحالف العربي، لمساهمتهم في صد العدوان الانقلابي في العام 2015، ودعم المقاومة الجنوبية حتى تحرير مناطق الجنوب من العدوان الانقلابي ومن الجماعات الإرهابية والمساهمة في بناء قوات جنوبية مؤهلة للتصدي للتحديات الماثلة أمام الشعب الجنوبي ، ولا عن أهمية وقيمة الانتصار الجنوبي في سياق ما جرى التعارف عليه بعاصفة الحزم وأهدافها التي لم يتحقق منها إلا هذا الانتصار، وشيئٌ مما تبقى من انتصار قبائل مأرب في منع سيطرة الانقلابيين على محافظتهم في العام 2015م. ما نحتاجه اليوم هو التوقف الجاد أمام معضلة الفشل الذريع لآهداف ومقاصد التصدي للمشروع الإيراني من خلال عمليات التحالف العربي، وذلك من خلال الرد على الأسئلة التالية: - ماذا جنى المنتصرون مقابل انتصارهم؟ - وماذا خسر المهزومون والمتحاذلون جراء هزائمهم وتخاذلهم؟ إن مراجعة صغيرة وسريعة لحساب الخسارة والفائدة تقول لنا أن المنتصرين لم يحصدوا من انتصارهم هذا سوى سرقةهذا الانتصار من قبل طفيليات الشرعية بمقابل عقاب جماعي جرى فرضه على الشعب الجنوبي متمثلٍ في الحرب المباشرة وحرب الخدمات وسيارات التجويع، المفروضة على الشعب الجنوبي المتورط في صناعة النصر، وأن صناع العزائم ومنتجي الخيبات يحظون بالتقدير والاحترام وحسن الضيافة والإغداق عليهم في ما لا يحتاجون من الخدمات المجانية مقابل تسليمهم محافظات بكاملها للجماعة الانقلابية. أيها الأشقاء في التحالف العربي: لا تدفعوا الجنوبن إلى الندم على اللحظة التي وقفوا فيها في صفكم وقدموا أرواح ودماء أبنائهم من أجل نصرتكم! فالجنوبون لم يقفوا هذا الموقف من أجل أن حصول الواحد منهم على سلة أو حتى ألف سلة غذائية، وإنما من أجل العزة والعيش الكريم والحياة الآمنة المستقرة، وكل هذه ليست مطالبَ تعجيزيةً. أيها الأشقا! لا تدفعوا ملايين الجنوبيين إلى تصديق ما يقوله متنفذو الشرعية المقيمون في دياركم ووسائل إعلامهم، بأن دولتي التحالف إنما دخلتا اليمن من أجل تدميرها وتقاسم مواردها وتحويلها إلى كيانٍ معوقٍ عاجزٍ عن إدارة أرضه والتصرف بثرواته وخدمة أبنائه. وكي لا يقال أنني أتجنى على أحد أدعوكم إلى قراة كتابات مثقفيهم، الذين يتلقون المكافآت من داخل الرياض، وإلى متابعة قنواهم الفضائية التي يديرها أصحابها من الرياض، حتى وإن كانت تبث من اسطنبول أو سواها. أيها الأشقاء! نحن لا نطب منكم معاقبة من خذلوكم وتاجروا بدعمكم وصاروا مليونيرات ومليارديرات، ولا إلى إخراجهم من دياركم وهم يدعمون المنظمات الإرهابية ويديرون عمليتها ويمولونها، ولا إلى الكف عن الإنفاق عليهم، ، ولا إلى معاقبة من سلم فرضة نهم ومحافظتي البيضاء والجوف، ومديريات محافظة مأرب للحوثيين، واكتفى بمديريتين في مأرب ، كل هذا لا نطلبه منكم، كما لا نطلب منكم بناء محطات الكهرباء وخزانات الوقود والمستشفيات وصيانة شبكة الصرف الصحي ودفع مرتبات العاملين والمقتاعدين. ما نطبه منكم هو أحد أمرين: إما أن تجبروا ضيوفكم على القيام بواجبهم تجاه الشعب في الجنوب، ورفع معانات أبنائه والكف عن شن الحروب المختلفة ضده باعتبارها تستضيفونهم وتقولون وتشرفون على تنفيذ ما يوقفونه من تعهدات ومواثيق، وإما إطلاق أيدي الجنوبن ليديروا أمورهم ويستخدموا ثرواتهم االمنهوبه للإنفاق عى حاجاتهم االضرورية وأهمها الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء والخدمات ابدة, وأخيراً أيها الأشقاء تحالف الجنوبيين معكم ليس شيكا على بياض ولا هو هبة مجانية منه لأحد، أو صفقة تمت عن طريق الاستغفال والاستغباء، بل إنه تحالف قائم على المصالح والحقوق المشتركة والواجبات المشتركة، فارجوكم أوقفوا السلال الغذائية فشكرا لكم فيما يخصها، لكن دعوا الجنوبيين يتصرفون بمواردهم بما يخدم مصالح شعبهم طالما عجز ضيوفكم عن القيام بواجباتهم، التي يقولون أن الدستور يازمهم بها.