شبوة.. صراع اليافطة والرشاش !!!
منذ نحو عامين تحولت محافظة شبوة بكل مديرياتها، إلى عنوان شبه يومي لصراع الحق الجنوبي والباطل القادم من الشقيق الآتي هربا من قصف وكلاء إيران. لا يكاد يمر يوم دون ان نسمع عن حالة اختطاف أو قتل أو اغتيال أو ملاحقة وتنكيل ومواجهة مسلحة مع محتجين عُزَّلٍ إلا من يافطة أو راية. يمكن لمن يتابع أحوال شبوة ان يجزم بأن مواجهات اليوم (٧/٧ ٢٠٢١م) قد مثلت ذروة الصراع في محافظة شبوة الذي هو مجسم للصراع في كل محافظات الجنوب، مع قوى ٧/٧ فقد شهدت معظم إن لم تكن كل مديريات شبوة فعاليات احتجاجية رافضة لنتائج حرب ١٩٩٤م ومطالبة بعودة النخبة الشبوانية، ورفض التبعية لخاطفي البلد ومن عليها وما عليها، وقد ووجِهَت تلك الفعاليات بالعدوان المسلح المباشر من قبل قوات الجيش والأمن المركزي القادمة من مأرب والجوف بعد أن سلمت مواقعها لأشقائها الحوثيين. حتى اللحظة لا يوجد إحصاء كامل بضحايا الاعتداء على القعاليات من المعتقلين والجرحى، وما إذا كان هناك شهداء من المحتجين، لكن المعلومات المؤكدة تقول أن عدد المعتقلين تجاوز السبعين ناشطاً في عدد من المديريات وليس فيها كلها. في هذا السياق يمكن التعرض للقطات التالية: * كل الفعاليات التي شهدتها مديريات محافظة شبوة كانت مكرسة للتذكير بيوم ٧ يوليو اليوم المشؤوم في التاريخ الجنوبي الحديث وهو يوم استكمال اجتياح الجنوب كنتيجة طبيعية لحرب عام ١٩٩٤م. * كل الفعاليات كانت سلمية لا يحمل فيها المشاركون وهم بعشرات الآلاف إلا اليافطات وأعلام الجنوب وصور الشهداء، ولا يدري أي عاقل لماذا تلجأ السلطات إلى مواجهتها بالقوة المسلحة، في حين كان يمكن حمايتها ومراقبتها وتسهيل مرورها بلا ضحايا. * ربما اعتقد المعتدون على الفعاليات السلمية بأنهم قد انتصروا على المحتجين العُزَّل من السلاح، لكن ينبغي ان يعلموا أن الصراع عند ما يكون احد طرفيه مسلحا والآخر أعزل، فإن المهزوم هو المسلح حتى لو قتل الأعزل. * الشرعيون القادمون من عمران وصنعاء ومارب وخولان يحاولون ان يصوروا الصراع على إنه صراع الجنوبيين مع جنوبيين مثلهم، لكن الحقيقة تقول أن الصراع هو مع تفقيسات ومستحضرات ٧ يوليو وما الحمقى الجنوبيون سوى ادوات مؤقتة سيتم الاستغناء عنها بمجرد استكمال المهمة التي أوكلت لها كما جرت العادة منذ ذلك التاريخ الأسود. * منذ الأمس ما انفكت وسائل إعلام ورثة ٧/٧ توزع الاتهامات بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يقيم هذه الفعاليات للهروب من تنفيذ اتفاق الرياض، وهي تعلم أن أبناء شبوة كجزء من الجنوب لهم مطالب مشروعة يجيزها القانون والدستور المعمول بهما في هذه البلاد. * وبمناسبة الحديث عن الهروب من تنفيذ اتفاق الرياض، يعلم هؤلاء من يوقف تعيين محافظين ومدراء امن جدد، كما نص الاتفاق الذي يتباكون عليه، ومن يوقف الخدمات ومن يعطل عمل المؤسسات ومن يحتجز مرتبات الموظفين والمتقاعدين، وهو بالتأكيد ليس المجلس الانتقالي الجنوبي. للأسف الشديد لم يبرهن خاطفو الشرعية بأنهم بختلقون عما كانوا عليه بنفس اليوم ما قبل ٢٧ عام، فالقمع هو القمع والنهب هو نفسه، والاستعلاء والغرور والكذب والتدليس ومحاولات الاستغباء كلها ما تزال كما سمعناها يوم ٧/٧ / ١٩٩٤م. المتغير الوحيد انهم يفعلون كل هذا وعم هاربون ويتمتعون بما يتمتع به الضيوف المحترمون والقادة المنتصرون في أية حرب، ويتحدثون عن دولة لا وجود لها إلا في بعض حارات الرياض والقاهرة واسطنبول والدوحة. صراع اليافطة والرشاش ما يزال كما كان منذ ٧/٧ /٢٠٠٧م لكن اليافطة هي من ينتصر وقد انتصرت. وسيهزم الرشاش كما هزم الطيران والدبابة والمدفعية ومتصات إطلاق الصواريخ. شبوة حسمت المعادلة، والغبي هو الوحيد الذي لا يفهم أنه لا يمكن الوقوف في وجه السيل الجرار القادم من كل محافظات ومديريات ومدن وبلدات الجنوب، رفضا لسبعة يوليو وما انتجته من خرائب ودمار.