التنازلات السياسية لأهداف وطنية كبرى.. فعل تاريخي يحسب لأصحابه !
التمترس عند المواقف السياسية وعدم القبول بمنطق وضرورات الحوار وتفهم ما لدى الغير من آراء ورؤى وحجج؛ هو موقف عدمي ضار بأصحابه وبمفهوم الشراكة الوطنية؛ وعلى العكس من ذلك فإن من يقومون بتقديم تنازلات سياسية وطوعاً في سبيل ما هو وطني مشترك؛ والتخلي عن بعض مواقفهم رغبة بالتقارب مع الأخر وصياغة رؤية مشتركة معهم بهدف توحيد الإرادة والموقف ضماناً للسير معاً نحو المستقبل؛ فإنهم بمثل هذه التنازلات السياسية لصالح الأهداف الوطنية الكبرى ينتصرون للوطن؛ وتحسب لهم كفعل تاريخي يستحق التقدير والثقة بسلامة وصدق مواقفهم؛ وهي لا تقلل من مكانتهم وكرامتهم الشخصية؛ بل على العكس من ذلك تعطيهم قيمة مضافة عندالناس ويكبرون بنظرهم لأنهم غلبوا مصلحة الوطني على ما هو سياسي. وهذا ما نحتاجه الآن ليثبت الجميع مصداقيتهم وجدية أفعالهم؛ وليبرهنوا بأنهم عند مستوى ما يرفعون من شعارات ومبادئ مثبتة في برامجهم السياسية؛ فالمرحلة التي يمر بها الجنوب على خطورتها البالغة لم تعد تحتمل المزيد من المراوغات والمناورات والمبررات والحجج الخائبة التي يتستر خلفها البعض مع الأسف الشديد؛ ولأسباب ودوافع غير تلك التي يعلنون عنها؛ لأن مستقبل الجنوب وشعبه أمام مفترق طرق خطير للغاية؛ ومعادلة تاريخية وجودية: فإما أن يكون حاضراً ومنتصراً لذاته؛ أو لا يكون قائماً في خارطة المستقبل ككيان موحد ومستقل؛ ويتمتع بالأمن والإستقرار والتنمية التي تليق به وتضحياته ويعيش سيداً لقراره؛ ويتعايش بمحبة ووئام وسلام مع جيرانه؛ ومع كل من يتبادل معهم المنافع والمصالح المشتركة وعلى قاعدة الندية وإحترام السيادة الوطنية؛ هذه هي المعادلة التي وجد الجنوب نفسه فيها ولعوامل ولاسباب كثيرة؛ ويبقى الإنتصار لحقه ووجوده هو الجوهر الحقيقي للفعل الوطني الذي به وعبره تختبر المواقف ويقول التاريخ كلمته الفاصلة بحق الجميع سلباً وإيجاباً !!.