نكزة لـ ذاكرة "العطاس"
شاهدت ما قاله "العطاس" في برنامج "الذاكرة السياسية" الذي تصر فضائية "العربية" السعودية، إذاعته لإغراض سياسية خبيثة، ولست بصدد مناقشة ماورد في نبشه المثير للجدل، مطلقاً. ولكن ما لفت نظري ان السيد "العطاس" أساء الى نفسه كثير ليس بكونه صار أداة بيد من أراد أن يثير الفتن الجنوبية في هذه المرحلة، فحسب؛ بل لانه أظهر نفسه كمسؤول ضعيف الشخصية، ليس له رأي يؤخذ به وهو الذي يصر ان يقدم نفسه بانه كان رئيس ( ج ي د ش) - الرجل الأول - ورغم منصبه الرفيع الا ان لا تأثير له يذكر في سلسلة الاحداث، بعكس ما حاول أن يصور نفسه بكونه غير راض عما يدور وانه كان يعارض ما يجري، فلم نسمع او نقرأ عن موقف أو عن رأي قاله بشجاعة. ومع اننا لا نريد أن نتذكر هذه الاحداث المؤلمة الاّ كعبرة فقط لكن اضطررنا هنا لنذكر السيد "العطاس" بانه كرئيس مجلس الشعب الأعلى فانه هو من وقع على أحكام الاعدامات التي صدرت ضد مجموعة ممن تمت محاكمتهم بعد أحداث يناير المشؤومة، دون ان يبدي اي أعتراضات فإما انه كان راضٍ عن أعدامهم، وهذا كافي ان يكون مشاركاً في هذه الاحداث المؤلمة، أو ان ضعف شخصيته لم يجعله يتجرئ على معارضة الأحكام أو تخفيفها، وفي كلا الحالتين فانه قد شارك في هذه المأساة. نكزة النكزة على كل حال نحن هذا الجيل مجني عليه جميعنا، وليس لنا ذنب فيما صنعتموه يا "عطاس" ، ولهذا لا ولم ولن نظل مرهونين لماضيكم مطلقاً.