الميسري والمصفري.. فقيدان في يوم واحد
يأبى الموت إلا أن يواصل حصد ارواح أناسٍ ظللنا وبقينا نراهن على مواصلة أدوارهم التي بدأوها مبكرين حينما كان مجرد نقد سلطة شرعية ٧/٧ يمثل عملا خارقا للمألوف ربما دفع صاحبه ثمنا باهظا قد يصل إلى التضحية بالحياة نفسها. بالأمس تلقيت نبأ وفاة الصديق والرفيق الناشط الحقوقي الخضر الميسري بعد ان ترك سجلا حافلا بالمواقف الأبية والشجاعة في الدفاع عن حقوق الإنسان. في العام ٢٠٠٩م زارني الخضر لأول مرة في منزلي بمدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين، بمعية الناشط السياسي والإعلامي فيصل السعيدي، وقدم لي ملفا مكتظا بقضايا الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق الانسان في محافطات الجنوب، كما زودني الميسري بمعلومات خطيرة نصحته بالاحتفاظ بها وان لا يبوح بها لمن هب ودب، وبالأمس صدمني خبر وفاة هذا الناشط السياسي والحقوقي الحر الذي كان علما من أعلام النشاط الحقوقي في كل الجنوب وفي أبين على وجه الخصوص. * * * حتى الامس كان المهندس علي نعمان المصفري يطل علينا بانتظام من على القنوات الفضائية مدافعاً صلباً عن القضية الجنوبية بثبات لا يعرف التردد او التذبذب. علي المصفري احد الاصوات التي تمسكت بالقضية الجنوبية ودافعت عن حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته على ندى أكثر من عقدين من الزمن. يمكن ان تختلف مع الفقيد على المصفري في اي شيء إلا في موقفه الثابت والواضح من حق الشعب الجنوبي وعدالة قضيته ومشروعية مطالبه التي لا تقبل الجدال. اليوم يودعنا علي المصفري بعد رحلة حياة حافلة بالمساهمة مع الاصوات الجنوبية الحرة التي عبرت عن إرادة ملايين الجنوبيين في الحرية والانعتاق من قيود التبعية والإلحاق والوصاية التي أنتجتها حرب ٧/٧ ضد شعبنا ودولتنا وقضيتنا. * * * رحم الله الفقيدين المسيري والمصفري واكرم مثواهما وآواهما في دار الخلد مع الشهداء والصديقين منعمين برحمته ومغفرته الواسعتين. اصدق مشاعر العزاء والمواساة إلى اسرتيهما واهليهما وذويهما وكل محبيهما، ولكل انصار العدل والحرية على طول وعرض الساحة الجنوبية. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون