خبث
بصراحة.. اعجبني التفكير الخبيث لبعض الحاقدين بقولهم "عنصريتكم جعلت الجنوبيين يتخلوا عن القضية الجنوبية".. كيف؟ مش عارف والله؟ يعني الجنوبيين بسبب العنصرية بيتخلوا، بهذه البساطة، عن قضيتهم العادلة.. قضية شهدائهم.. قضية جرحاهم.. قضية آبائهم وأجدادهم؟! لا اعتقد ذلك.. طيب.. لنقول انهم مجموعة من الأشخاص فقط.. فإذا كانوا جنوبيين بحق، ومؤمنين بقضية الجنوب، هل سيتخلوا عن قضية شهدائهم وجرحاهم بسبب العنصرية؟ طيب.. لنقل أنها عنصرية.. عنصرية.. مثلما يدعي بعض الحاقدين.. فلو كان كل وطني تخلى عن قضيته الوطنية بسبب أو بأخر فهذه تعتبر طامة كبرى في تاريخ الشعوب جمعاء، وهذا لا يُسمى وطنيًا بتانًا. الحديث عن العنصرية أمر اختلقه بعض الناشطين الحاقدين بخبث بغرض ملامسة عواطف الناس، فلا شك أن أي أحد سيسمع بكلمة عنصرية سيشمئز، وكلنا هكذا، فلا أحد يحب العنصرية، لكن كان خيارهم للحديث عن العنصرية لإظهار أن الخلاف جنوبي جنوبي، وأن المشكلة بين الجنوبيين أنفسهم لا غير، وأن الشماليين المتواجدين في العاصمة الجنوبية عدن (نازحين، أو عاشوا منذ سنوات في عدن والجنوب، والمتواجدين بكثرة في الجنوب) هم أبرياء، فهم لم يفعلوا شيء، ولم يقولوا شيء. السخافات هذه وصلت إلى منحدر خطير؛ فهي تهدف إلى إيقاظ الكراهية فيما بين أبناء الوطن الجنوبي الواحد. قضايا الأوطان لا يمكن أن تمسها تفاهات البعض مهما فعلوا.. وشعب الجنوب يمتلك قضية وطنية جنوبية عادلة، لن يتخلى عنها مهما حدث. أما بخصوص رفع علم ما تُسمى بـ"الوحدة اليمنية"، الميتة أساسًا، فلا يوجد لدينا أي مشكلة، ارفعوه حتى في المريخ، ارفعوه في أي مكان تريدون، لكن إياكم أن تفكروا، لمجرد تفكير فقط، بأن ترفعوه في أرض سالت عليها أنهار من الدمار في سبيل الحرية، والاستقلال، والخروج من تلك الوحدة التي دمرت الإنسان والشجر والحجر في الجنوب الأبي.. إياكم...إياكم.