الجنوب امام تحول إستراتيجي وتاريخي!
المؤكد ان قرار دعم الجنوب سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً اتخذ وملامح ذلك ستظهر خلال الفترة المقبلة، وسيكون الجنوب امام عهد جديد ومرحلة تاريخية مختلفة في مسيرة نضاله خلال المراحل الماضية. ملامح هذه المرحلة بدأت تتبلور وتظهر للعيان، بحكم ما شهدته اليمن من صراع سياسي واقتصادي وديني طوال اكثر من 60 عام واثر ذلك على الأمن القومي العربي، وتدارك الاشقاء بضرورة حماية الجنوب ككيان مستقل يكون جزء من الأمن القومي العربي لأهمية موقعه، ولإيمان شعبة بقضية وطنية عادلة قدم من اجلها تضحيات جسيمة، ولإستحالة تراجعه عما يؤمن به مهما كانت التضحيات، ومن يحترم تضحياته ويقدسها ويؤمن بقضيته بكل تأكيد سيكون محل احترام العالم كله. تطبيق هذه الاستراتيجية صعب للغاية متداخل مع الكثير من العوامل الداخلية والخارجية، وتعقيدات يمن ما بعد ما سمي ثورة الربيع العربي وعاصفة الحزم، لكن كان لابد من اخراج معين لجميع المشاهد وصولاً الى النهاية المرتقبة. قدم شعب الجنوب تضحيات جسيمة وكبيرة في مواجهة ابرز الأخطار التي تهدد أمن المنطقة والعالم، وهم خطر التمدد الايراني، وانتشار الجماعات الإرهابية، بعكس القوى الأخرى التي اثبتت كل المراحل تورطها في دعم الجماعات التوجهات التي تهدد أمن المنطقة والعالم. نجح أبناء الجنوب في هز صورة ايران القوية التي اذا وضعت يدها على مكان في المنطقة تمكنت منها، لكن بتضحيات أبناء الجنوب الجسيمة والكبيرة هزوا هذه الصورة، وافشلوا كل مخططات ايران التي هدفت الى السيطرة على الجنوب وثرواته وموقعه الاستراتيجي الهام . كما نجح أبناء الجنوب وخلال وقت قصير من محاربة الارهاب، والتقليل من مخاطره على العالم، وقدموا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وكبيرة، وبحسب تقارير دولية تراجع خطر الإرهاب في الجنوب، بعد ان تحول عمداً الى وكر للجماعات الإرهابية وبدعم عسكري وسياسي من قبل قوى النفوذ الشمالية التي ارادت تفتيت الجنوب تهميشه وتجهيل ابناءه ليبقى رهينة تحت سيطرتهم بكل مقدراته. صدق أبناء الجنوب مع دول التحالف العربي في هذه الملفات، جعلهم يفرضون انفسهم ويتجاوزون معظم العقبات والصعوبات التي وضعت امامهم عمداً من قبل قوى النفوذ الشمالية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها السياسية والمذهبية. قلنا من قبل ان إستراتيجية التحالف العربي ومعه دول مهمة في المنطقة والعالم، لا يمكن ان تسمح للاخوان أو الحوثي ان يسيطر على باب المندب أو السواحل الجنوبية، وهذه خطوط حمراء بالنسبة لهذه الدول وامنها القومي. صحيح في مرحلة من المراحل قد يتم اللعب بورقة من الاوراق للقضاء على طرف معين وان كان بتمكينه في لحظة معينه، لكن في النهاية لن يتم السماح بأي تهديد من اي جهة للأمن القومي العربي وانعكاسات ذلك على العالم. ما يتم حالياً هو تطبيق هذه الاستراتيجية بعيداً عن الاخوان الحوثي، صحيح قد يتم تطبيقها بشكل بطيء وتواجه صعوبات وربما تخاذل في اوقات معينة لكنها تسير بهذا الاتجاه ولا يمكن السماح بإنحرافها. وفي الأخير نسأل الله ان تكون هذه هي النهاية لسنوات طويلة من الحروب والصراعات والخذلان والتآمر .