جواس.. رحيل احد الرجال المحترمين
لم يختلف اثنان على شجاعة ووطنية القائد ثابت مثنى جواس، لقد كان رحيله صادما لكثيرين على امتداد الوطن ممن عرفوه او سمعوا عنه قائدا مقداما وبطلا لايشق له غبار. لقد كانت عملية الاغتيال مرتبة ومدروسة منذ مدة طويلة، وليست وليدة اللحظة، حيث استغل القتلة تراخي القبضة الامنية ليخططوا للجريمة وينفذوها بكل اريحيه، وهي عملية متقنة لاتنفذ الا ضد الكبار من امثال القائد الوطني جواس الذي دوخ خصومه بصموده وبسالته وشجاعته المتناهية. الي جنة الخلد ياجواس فانت احد الرجال المحترمين الذين سيفتقدهم الوطن، وسيتذكرهم الناس طويلا بكل صدق ووفاء ومحبة. لم يكن رحيلك امرا سهلا خصوصا ونحن في هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يتسيد فيها اشباه الرجال، والذين اوصلوا البلاد والعباد الي ما وصلوا اليه من خراب ودمار وفقر وعوز ومجاعة .. كان الوطن بحاجة لك ولامثالك ليرمم شيئا من وجوده وكينونته بعد ان جعله الفاسدين والهاربين والخونه مجرد سلعة في مزاد المضاربين. ان امثالك من الوطنيين لامكان لهم في هذا الوطن، فهم يحاربون ليل نهار، ويقصون ويستبعدون بطرق مختلفة، وحقيرة، ولايرضى عنهم المتحكمين في الداخل ولا في الخارج. نعرف جيدا ان القرار الذي صدر بتعينك قائدا لمحور العند قبل اربع او خمس سنوات تقريبا لم ينفذ، اذ لم يتم تسليمك عملك في المحور منذ ذلك الوقت، لقد كان القرار مغالطة كبيرة للناس بينما ظل جواس في منزله منذ ذلك الحين من دون اهتمام او تامين لحياته، وهو القائد العسكري الكبير الذي انتصر في جميع المعارك التي خاضها منذ حروب صعدة وحتى تحرير عدن والجنوب. لم يكن جواس قائدا فاسدا، لم نسمع عنه انه نهب ارضية احد، او سيطر على بيت فلان او علان، او اخذ رواتب جنوده، كما يفعل كثيرون، لقد عاش حياته شهما وقويا وامينا على بلده وشعبه ورفاقه، لهذا اكتسب محبة الناس حتى انه عندما يذكر اسم جواس تحضر البطولة والمهابة، لقد كان رجلا مهابا بحق وحقيقة. لقد عاش بسيطا متواضعا لم يلتفت لحياة الترف، ولم يكن من اصحاب المواكب والحشم والخدم والسيارات المصفحة، رغم انه كان بحاجة للحماية الجيدة التي قصرت فيها الشرعية والتحالف الذين فرطوا بالرجال الوطنيين، والقادة المهنيين، والمؤهلين، ليتعمدوا على شوية جهلة لاعلاقة لهم بالعسكرة، ولا بالأمن، وتصرف لهم الرتب العليا بصورة مستفزة. وبهذا الرحيل الفاجعة للشهيد ثابت مثنى جواس، نتقدم بخالص التعازي لاولاده واسرته الكريمة، ولكل ابناء ردفان، والجنوب.. ونسال الله ان يتقبله في الدرجات العلى من الجنة وان لله وان اليه راجعون