لماذا الترويج للحرب في وادي حضرموت؟؟
تتعالي هذه الأيام بعض الأصوات التي تبشر بقدوم حرب جديدة في وادي حضرموت ليس مع التنظيمات الإرهابية الحوثية والداعشية والقاعدية بل بين أبناء الجنوب وقوات المنطقة العسكرية الأولى ذات القيادة الأكثر قربا من نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر بتاريخه المعروف. قوات المنطقة العسكرية الأولى الشمالية المنشأ والعقيدة والتي يعود وجودها إلى العام 1994م عندما وصلت المنطقة غازيةً بجحافلها المتعددة وبعقيدتها القائمة على الاجتياح والاستحواذ والاحتلال والاجتثاث والاستئصال لم تستطع أن تنصهر في إطار المنطقة وثقافة أهلها وتطلعاتهم وظلت تمثل تلك القوات الغازية التي لا شأن لها بأهالي المنطقة وآمالهم وآلامهم، بقدرما يهمها تنفيذ سياسات غزاة 1994م الذين لم يكونوا يختلفون كثيرا عن غزاة 2015م. هذه القوات هي من بين الوحدات المسلحة التي تعرض لها اتفاق الرياض والذي قضى بنقل القوات المسلحة إلى مناطق المواجهة مع الحوثيين وتسليم الملف الأمني في كل محافظة للقوات الأمنية فيها؟ وادي حضرموت ومعه محافظة المهرة وهما نطاق المنطقة العسكرية ليسا منطقة مواجهة مع عدو خارجي, ناهيك عن المشروع الإيراني الذي ينحصر في محافظات الجمهورية العربية اليمنية (السابقة)، وإذا ما قال أحدهم أن القاعدة وداعش تنتشران هناك فالكل يعلم أن هذه المنظمات نشأت وتطورت ورعيت من قبل القيادات العسكرية نفسها التي ظلت تقود المنطقة العسكرية والجيش اليمني كاملاَ؟وهناك من يؤكد أن الجماعات الإرهابية تنطلق في تنفيذ عملياتها من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى وتاوي إليها وبالتالي يسقط ادعاء أن قوات هذه المنطقة تشارك في محاربة الإرهاب؟ بل هي بالاحرى تشارك الجماعات الإرهابية عملياتها. لماذا الترويج للحرب؟ الترويج للحرب كان على الدوام جزءً من الحرب النفسية الممهدة للحرب الفعلية، وغالباً ما يتبع هذا النهج من قبل الجيوش القوية التي يزخر سجلها العسكري بالانتصارات والمكاسب وهزيمة الأعداء، لكن بماذا ستفاخر قوات المنطقة العسكرية الأولى، وهي جزءٌ من الجيش الذي فرَّ هارباً من صنعاء وسلم محافظات مأرب والجوف ومديريات البيضاء الشمالية للقوات الحوثية في أسابيع وقبلها سلم فرضة نهم الاىستراتيجية لنفس الجماعة الحوثية دون أن يطلق قادته وأفراده رصاصة واحدة دفاعا عن هذه ا لمناطق الاستراتيجية الهامة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تفاخر به قوات المنطقة العسكرية الأولى هو توفير الأمان للجماعات الإرهابية ودعمها وحمايتها، إلى جانب إطلاق قواتها الرصاص الحيّ على المواطنين الحضارمة في الوادي أثناء فعالياتهم السلمية، وقتل العديد منهم تماماً كما تفعل القوات الإسرائيلية مع المواطنين الفلسطينيين الرافضين للسياسات الستيطانسة الصهيونية.