اليمننة هي البداية

هل سلم الجنوب العربي لصنعاء بمجرد اتفاق البيض مع عفاش او رفع سالم لاجتماع اللجنة المركزية وكان الاجدر به مواصلة الاجتماع و يتخذوا قرار بالكونفدرالية لمدة عشر سنوات باعتباره منتج عمل لجنة سالم لمدة عام ؟ هذا التساؤل وغيره يتطلب منا للاجابه عليه ان نغوص ونبحث في عمق المشكلة وليس في القشور . لسوء حظ الرجلين فان الظروف قد نضجت في عهدهما لتحقيق المخطط القديم بفعل المتغيرات الدولية وسقوط الاتحاد السوفيتي والفكر الاشتراكي واثار الصرعات الجنوبية والاوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية حينها، ولو فرضنا ان هناك من وقف ضد مشروع الوحدة اليمنية حينها فلنا ان نتخيل الموقف السياسي والشعبي الجنوبي منه بل سيتهم بالخيانة ، اما اذا نزل هذا الامر للاستفتاء الشعبي حينها لحصل على تاييد بنسبه تصل الى 100%. فالمشكلة الاساسية بدات في منتصف القرن الماضي حين فرط جيل الجنوب في تلك الفتره بالهوية الوطنية الجنوبية (بالجنوب العربي كوطن وهوية وطنية) وانتهج الهوية اليمنية والذي شرعن لذاك هو الفكر القومي والقومية العربيه وفكرة وحدة الامة العربيه في اطار اهم الاحزاب والمكونات السياسية آنذاك (حركة القوميين العرب والناصريين والبعثيين ) وغيرهم. هذا الخطأ الفادح الذي يرفض من بقي من ذلك الجيل من حاملي ذلك الفكر و تلاميذهم الاعتراف به والاعتراف بانه جوهر المشكلة والمتمثلة في اليمننة وان الجنوب هو جزء من الهوية اليمنية ومن اليمن السياسية في خلط واضح بين اليمنية السياسية حديثة العهد واليمنية الجهوية، وتطور ذلك المفهوم إلى ان الجنوب العربي احد شطري اليمن ثم إلى وحدة اداة الثورة اليمنية في عام 1978م عندما اصبح الفكر الاشتراكي هو النهج النظري لنخبة الجنوبية الحاكمة التي بنت على نتائج الغكر القومي السابق موقفها من الهوية الجنوبية ومواصلة اليمننة السياسية كوطن وهوية وطنية وان وجود الدولتين حالة استثنائية وغير طبيعية فرضها الاستعمار البريطاني وان النضال يجري لما سمي تحقيق وحدة اليمن لتكتمل الهوية الوطنية و يتحد الوطن الواحد بفعل واحدية الثورة اليمنية وان تصفية القيادات الجنوبية كان السبب الجوهري له هو مواقفها من الوحدة اليمنية وبمجرد التفكير في الهوية الوطنية الجنوبية يعتبر جريمة وخيانة وطنية. فكان على سبيل المثال مشروع قانون الجنسية الجنوبية السبب الرئيس للإطاحة بقحطان الشعبي واغتيال فيصل عبداللطيف وتم القضاء على الهويات المحلية واغتيال قياداتها لصالح الهوية اليمنية وغير ذلك من الامثلة والحقائق وهناك من لازال الى اليوم متمسك بالهوية اليمنية باعتبارها الطريق والوسيلة للخروج من اليمن في تناقض واضح ربما لا نجد له مثيل.

مقالات الكاتب