مايحدث في المنطقة
هناك حراك سياسي دبلوماسي على أعلى مستوى يجري الآن في المنطقة ،لترتيب الملفات وتنفيس الإحتقان والبدء بتلمس طريق حلحلة التعقيدات ، وصولاً نحو تسويات متوازنة للقضايا الأكثر تعقيداً كقضية حرب اليمن. العلاقات السعودية الإيرانية تمضي وفق توافقات بكين بسلاسة. سوريا كمخرج من مخرجات هذا التقارب تم تطبيع علاقاتها مع محيطها العربي وعودتها للجامعة العربية. تركيا لم تعد مصدر قلق وأداة إرباك في المنطقة ، وهي أكثر بعداً لحسابات مصالحها عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأكثر قرباً للنظام العربي الرسمي بحثاً عن العودة إلى سياسة صفر مشاكل. الرياض تجري مباحثات مع حزب الله من بوابة تسوية الشغور الرئاسي في لبنان ، وفي مثل هكذا إتصالات يتصدر اليمن جدول الأعمال ، ويفتح على ممكنات الدخول مع حزب الله في عملية تبادل التنازلات ، ومقايضة في السياسات والمواقف، ومنها بحث تقليص الحضور العسكري للحزب في اليمن، وأثر ذلك على أمن السعودية الداخلي ومجمل جهود التسوية . المبعوث الأممي في طهران لبحث تفاصيل أو ما بقي من تفاصيل تسوية شاملة لحرب اليمن. سلطان عمان هو الآخر في إيران لبحث إلى جانب العلاقات الثنائية جملة قضايا أهمها اليمن. إمريكا وعموم الغرب يضعان إنهاء الحرب في رأس أولويات سياستهما. روسيا والصين مع هذا التوجه الدولي، وضد الإستثمار السياسي في الحرب ، ومع عزل الملف اليمني عن الصراعات الدولية الأُخرى كالحرب في أوكرانيا . هناك مباركة دولية بإحالة ملف اليمن وتسليمه للقوتين الإقليميتين السعودية وإيران، مع إشراف من قبلهم بمعية الأمم المتحدة. إنفتاح دولي جديد بذهنية سياسية إستراتيجية أمنية مختلفة، أكثر ديناميكية وواقعية سياسية ، تجاه أخطر القضايا التي يمكن أن تنسف كل جهود التسوية، في حال تخطيها أو معالجتها معالجة ناقصة ، وهي القضية الجنوبية ، هذا الإنفتاح يعمل الآن على صيغة حل يتخطى المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار 2216 ، اللذين لم يعد أياً منهما صالحاً كأساس وحيد للتسوية ، وصياغة مشروع قرار بديل في مجلس ألأمن ، تتبناه حاملة القلم في الملف اليمني بريطانيا ومعها عواصم القرار. مجموع هذه النقلات والزيارات المكوكية للدبلوماسية الأممية ودول الإقليم ، من شأنها إزالة عبر البوابة الإيرانية ما بقي من تصلب في مواقف الحوثي ، وإعادة رسم خارطة جديدة لليمن تقوم على مقاربة خارج مفهوم الدولة الواحدة، التي تخطتها المتغيرات وأبرزها وجود قوة حقيقية على الأرض تحمل مشروعاً سياسياً للجنوب يقف على نقيض مفهوم واحدية الدولة ، ويتمسك بحل الدولتين . ا