نقب الهجر إرث شبواني عظيم في طور النسيان

عدن الحدث - خاص:

- يقول مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون في تعريفه للتاريخ ( اعلم ان علم التاريخ هو فن عزيز المذهب جم الفوائد شريف الغاية إذ هو يوفقنا على احوال الماضيين من الامم في اخلاقهم، والانبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائده الاقتداء).

                     " نقب الهجر "

الموقع: شرق مدينة ميفعة القديمة في محافظة شبوة جنوب اليمن.

التأسيس: يعتقد انها اول عاصمة لمملكة حضرموت الكبرى الذي اسسها آل يبهر حمير عام 1300 ق. م.

الغاية: لا يعرف السبب الحقيقي وراء بناء هذا الموقع، وكل ماجاء به مجرد روايات وافتراضات لا يوجد دليل ملموس يدل على صحتها.


عند التعمق في القراءة حول هذا الموقع التاريخي سوف تظهر لك العديد من الأسئلة المحيرة والصعبة حيث لم يستطيع الباحثون برغم قلتهم إلى الآن تحديد في أي حقبة من حقبات  التاريخ بالضبط تم بناء  هذه المدينة، وكذلك تحديد اكانت مدينة ام حصن حربي ام مبعد ديني، واغلب المؤشرات تشير إلى انها مدينة تم بنائها في حقبة تاريخيه قديمةً جداً، واسسها قوم جبارين ذو بنية جسمانية ضخمة وقوية، إضافة إلى وجود علم وفكر عالي وراقي ودليل هذا قوة وكبر احجام الاحجار التي تم استخدامها في بناء المدينة المصحوبة بفن معماري جميل لا يوجد له مثيل في أرض اليمن بل وفي جزيرة العرب.

وجاء ذكر نقب الهجر في الكتاب السماوي التوراة باسم (اصبعون)، وكذلك ترجح مصادر تاريخية ان الفراعنه من قبيلة (عمليق) يعود اصلهم الى هذه المدينة قبل هجرتهم إلى مصر، ومدينة نقب الهجر تعد من اقدم مدن العرب الجنوبيون حسب بعض كتب التاريخ، حيث يعد نقب الهجر من أغنى مناطق اليمن الأثرية والإنسانية بحسب تصنيفه، ومن خلال الكتابات والنقوشات والانفاق و القبور والمباني الحجرية الموجودة نستنبط وجود حضارة إنسانية قديمة العهد بحاجة إلى اهتمام وإعادة النظر، وقد قام المستكشف والباحث الانجليزي (ولستد) بكتابة كتابه الذي وصف فيه نقب الهجر بالتفصيل وذلك في اوئل القرن الثامن عشر، وجاء الكتاب بعنوان (رحلات في الجزيرة العربية عمان ونقب الهجر) والذي لا تزال منه نسخه واحدة فقط تحتفظ بها دولة (المانيا).

ذكر المؤرخ الانجليزي (ولستد) نقب الهجر، ووضح ان هناك ثمة اشياء غريبة موجودة في هذة المدينة لا يوجد لها مثيل في الجزيرة العربية، حيث قال في نص كتابه ص 226. ( يبدو ان ضخامة الحجارة المستعملة في البناء ومعرفتهم التامة بفن البناء، وهو ما أظهره أسلوب وطريقة رصفها بعضها البعض، وكذلك الابراج والمساحة الواسعة كلها تفضي عليها اهمية كبرى، ففي هذا المكان من الجزيرة العربية، حيث بقايا العمارة نادرة جدا كما هو معروف، يكون مظهر هذه الآثار مثير جداً للاهتمام، وكما يبدو من النقوشات والآثار الموجودة بأنها موغلة في القدم، وهذه المباني التي تشبه كثيراً مباني وجدت وسط الآثار المصرية)، حيث وصف الباحث المدينة بشكل كامل في كتابه وارجع فن البناء فيها للحضارة المصرية، حيث ذكر الوديان التي تطل عليها وارضها الزراعية الخصبة، وتفاصيل المدينة كامل موجودة في كتابه.

المستنبط من خلال قراءة اقوال المؤرخين والباحثون وما ذكرته الكتب التاريخية عن المدينة وكذلك الآثار والنقوشات الموجودة أنها مدينة تاريخية قديمة العهد وغامضة جداً ولا زالت تحتفظ بهذا الغموض، حيث تعددت  الروايات بخصوص هذه المدينة لكنها ليست مثبتة  وسوف تظل روايات حتى يتم إثباتها علمياً، حيث لم يستطيع اي مؤرخ او باحث حتى الان الإجابة بشكل قطعي على بعض الاسلئة المهمة المطروحة.

ومن الاسئلة المطروحة:
- من بناء هذه المدينة وفي اي حقبة تاريخية بالضبط تم بناءها؟ 
- من اين يرجع اصلهم  اهم فراعنة عمليق؟ ومن هم اولئك القوم المتقنون لفنون العمارة اهم شعب ينتمي الى دولة من دول اليمن القديم؟  وان كانوا كذلك فلماذا لا يوجد غير هذه المدينة الوحيدة التي تم بناءها بهذا الفن المعماري الفريد من نوع في اليمن كامل وحتى داخل الجزيرة العربية؟
- ما هي اهمية المدينة في تلك الفترة وهل لها صلة بطرق التجارة المحلية والعالمية في تلك الفترة؟ 
- على ماذا يدل تحصينها الشديد؟ ومن اين حصلوا على تلك الاحجار الصلبة التي شيدت بها المدينة؟ والكثير والكثير لايزال غامض عن هذا الموقع التاريخي.

وعليه نناشد السلطة المحلية وفرع وزارة السياحة والتراث في المحافظة بالتحرك الجاد لكشف مالم يتم كشفه وإعاده تأهيل وترميم هذا الصرح التاريخي العظيم كي يصبح مزار تاريخي يذهب إليه الزائرون المحليون والأجانب، وكذلك نوجه الرسالة للمنظمات الدولية والمحلية المهتمة بالإرث والآثار وترميم كل ماهو قديم، التوجه الى هذه المدينة التاريخية فهي مشروع ناجح محتاج إلى القليل من الاهتمام وإعادة الترميم.