الإستعداد لحرب ( السلام ) على الجنوب وأدواتها الناعمة
مطلب إحلال السلام وإيقاف الحرب؛ كان ولا زال مطلباً وطنياً وإنسانياً جنوبياً ومنذ وقت مبكر؛ فهو الطرف الأكثر تضرراً من الحرب العدوانية عليه وبأشكالها المختلفة؛ والتي تعددت ميادينها وأفعالها الإجرامية التدميرية؛ ولتداعياتها الكارثية على حياته وإستقراره؛ غير أنه لن يقبل إطلاقاً بأن يكون السلام الذي يسعى إليه ( الوسطاء والرعاة ) وبصيغة خارطته المعلنة؛ ولن يساوم على قضيته وحريته ومستقبله وإستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة. فكما يبدو لنا بأن صيغة ( السلام ) المطروحة ليست إلا وسيلة أخرى مبتكرة لمواصلة الحرب على الجنوب؛ ولكنها ستكون بأدوات ( ناعمة ) هذه المرة؛ ولذلك فإن الثبات على الأرض وتصليب وحدة جبهة الجنوب الداخلية؛ والإستعداد لمواجهة ( حرب السلام ) لأمر في غاية الأهمية؛ حتى لا يحققوا ما عجزوا عنه بالحرب والعدوان والإرهاب والحصار والتجويع؛ وبحرب الخدمات البشعة واللا إنسانية ضد شعبنا؛ويتمكنوا من تحقيق أهدافهم من بوابة ( السلام )؛ الذي تم تفصيله على مقاس مصالحهم وخططهم التآمرية على الجنوب. إن الترحيب بالسلام من جانب الإنتقالي لأمر طيب وموقف سياسي كان لابد من إعلانه؛ وينسجم ذلك مع رغبة شعبنا في تحقيقه؛ حتى يتنفس الصعداء ويخرج من جحيم الحياة التي فرضت عليه؛ غير أن الواجب يستدعي منه الحذر الشديد وعدم الركون لأي وعود؛ أو لأي صيغ للحل لم يكن مشاركاً فيها ومقتنعاً بها؛ وتتضمن صراحة الإعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره وإستعادة دولته. كما يتطلب الأمر إعداد الفريق الجنوبي المفاوض؛ إعداداً متكاملاً ومن كل الجوانب السياسية والدبلوماسية والقانونية والعسكرية والتاريخية؛ ومن ذوي الخبرة والكفاءات الوطنية المخلصة؛ مع وجود فريق من المستشارين في كل المجالات المذكورة أعلاه. فالمعركة التفاوضية لن تكون سهلةً أمامه؛ وسيواجه على مائدة التفاوض ليس طرفاً واحداً بل أكثر من طرف؛ وسيتفقون على عدم السماح له بتحقيق الإنتصار لقضية الجنوب؛ وسيعتمدون في ذلك على توزيع الأدوار فيما بينهم؛ أملاً بإدخاله في دائرة المتاهة والإحباط؛ ليقبل بالتنازلات المطلوبة منهم؛ وهو ما ينبغي إدراكه جيداً والإستعداد له وبثقة المدافع عن حقه المشروع غير القابل للإبتزاز أو التنازل عن قضية شعب الجنوب؛ فالشعب وحده صاحب القرار الأول والأخير؛ ومن يملك خياره الوطني وبإرادته الحرة والتي سيدافع عنها بكل قوة وإقتدار.