وداعاً أبا سعد......
وتركتنا ياسقطري في وقت نحن نحتاجك فيه واليمن تحتاجك والناس الذين أحبوك يشعرون بالأسى الشديد لفراقك. الألم يعتصرنا لغيابك، لقد غادرت دون إذن، ولم تتوقف للوداع، واخترت زمان ومكان رحيلك. حتى لم تتمكن من تأدية يمين الولاء سفيراً ومفوضاً فوق العادة لبلادك. أبا سعد قلَّ أمثالك سلوكاً وموقفاً وثباتاً على قيم الجمهورية والوحدة. كنت نبراساً أضاء الطريق لغيره، ورمزاً وطنياً سوف يذكرك التاريخ والأجيال القادمة لافضالك ومناقبك الحسنة. لم تمت أبا سعد. أنت حي فينا يا سقطري، وفِي كل من عرفوك لقد تركت مآثر جمه عندما كنت مهندساً يجوب فيافي حضرموت واليمن وعندما كنت ممثلا للشعب في مجلس النواب تعبر عن آراء مواطنيك الذين منحوك الثقة، فكنت وفياً معهم صادقاً في انحيازك للفقير والمظلوم وذي الحاجة منهم. قدت قطاعات هامة في البلاد. كنت من الأكفاء في الحكومة والأكثر نزاهةً وترفعاً عن الصغائر، وكبيراً في مواجهة المعضلات في القطاعات التي توليتها. مهندساً مقتدراً، وقائداً، ومسئولاً متواضعاً، وهي صفات نحتاجها جميعاً. سيذكرك أبناء حضرموت واليمن عموماً في كل مناسبة ومنعطف سيذكرون عزيمتك وصواب رأيك وصدق أقولك ونبل أفعالك، كنت رمز الوفاء للوطن، وعنوان الانتماء... ، انت وحدك شعب كامل يحمل كل قيم الانسانية والوفاء والاخلاص ومحبة الاخرين. نم أبا سعد قرير العين، هانئ البال، مستريح الضمير. فما تركته من إرث نبيل في سواحل اليمن ووهادها و صحاريها وشامخ جبالها سيجد من يحمل رايته من بعدك. وداعاً أبا سعد، وداعاً أيها الأخ العزيز حقا، والصديق صدقاً، والمناضل قولاً وعملاً، وثق أن الجمهورية التي عشت لها و من أجلها والدولة الاتحادية التي دافعت عن رؤيتها في كل مواقع الشرف، ونداوت الفكر والجدل سوف تبقى راياتها خفاقة في طول اليمن وعرضه. نغادر جميعاً هذه الحياة، وتبقى القيم الكبرى حية. رحمك الله أبا سعد، حياً وميتاً... وغفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر. واسكنك الله فسيح جناته، وتغمدك الله بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.