الذكرى 53 لتأسيس تلفزيون عدن .. الصامت
في 11 سبتمبر 2017م تمر علينا بصمت الذكرى 53 لتأسيس تلفزيون عدن .. وقد أتتني رسائل عدة من الزملاء والزميلات والمهتمين بهذا الصرح المُغيب ، كلها تتساءل عن ماذا سأكتب بهذه المناسبة . لا أخفيكم سراً ! أنا مليت من الكتابة في هذا الشأن لأسباب كثيرة أهمها صمت وزارة الإعلام الرهيب تجاه مصير إذاعة و تلفزيون عدن بعد أن بحت أصواتنا وجفَ حبر أقلامنا من كثرة الكتابة حول هذا الموضوع الذي يهم كل مواطن غيور على مقدرات وطنه . بهذه المناسبة ماذا سنكتب غير التذكير بمحاسن هذا الجهاز الذي تعرض للوأد أكثر من مرة منذ أن أصبح قناة ثانية إلى أن سمي بـ قناة عدن الفضائية وصُدّرَ اسمه إلى الخارج واستنسخه ُ الإنقلابيون في صنعاء . ماذا أقول بهذه المناسبة وقلبي يعتصره الألم لما وصل إليه حال تلفزيون عدن الحبيب الذي قضيت في استوديوهاته ومكاتبة وغرفه وسلالمه أكثر من نصف عمري .. دخلتهُ شاباً مفعماً بالحيوية والنشاط والجد والعمل والطموح وسأخرج منه وأنا كهلاً جاوز الستين من عمره ، لا احمل غير خبرتي الطويلة في هذا المجال الإعلامي الدقيق والحساس ، وكذلك هو حال الكثير من زملائي وزميلاتي المبدعين الذين هم على قيد الحياة . لا ادري هل من اللائق أن نتبادل التهاني بهذه المناسبة أو نصمت ؟ هل نترحم على زملائنا الذين غادرونا إلى العالم الأبدي ، أو نتحسر على زملاء آخرين يعيشون بين الحياة والموت بعد أن تدهورت أوضاعهم الصحية بسبب أمراض القلب والسكري وضغط الدم والجلطات التي شلت حركتهم وحرمتهم من التمتع بما تبقى لهم من العمر ؟ أيها المواطن الكريم .. هاهم المبدعون الذين ادخلوا البهجة يوما إلى بيتك وقلبك عبر الشاشة الصغيرة ، هاهم يعيشون بين مطرقة الصمت الرسمي وسندان المعاناة والعوز والحاجة بعد أن افنوا أعمارهم من اجل أن ينعم ويفرح الآخرون .. إنهم لا يشحتون ، بل يريدون حقوقهم المسلوبة فقط .. حقهم في العمل والعطاء ، حقهم في التطبيب والعلاج والتداوي ، حقهم في العلاوات ، حقهم في الترقية و التقاعد بعد مشوارهم الطويل في الخدمة . مع كل هذا الشعور المأساوي المر يتجدد الأمل لدى كل الشرفاء بوجود الشباب المتعلم والطموح الذي سيستلم الراية من بعدنا وسيرفعها عالية خفاقة في سماء مدينة عدن ونحن سنكون سنداً وعوناً للمبدعين الجادين في حمل الرسالة الإعلامية الوطنية المتطورة التي سترتقي بتلفزيون عدن نحو الأفضل إن شاء الله .