الإمارات .. وصفيح ساخن في الجنوب
العرب تقول : اول الحرب حنجلة المؤكد أن قطر استطاعت ترويض عمليات الحرب في الشمال بتوافق الإيراني /الإخواني/قطري، وأن حربا ، قطرية / اماراتية ستنعكس ساخنة في الجنوب الذي يعتمل داخله صراع حاد يقوم على عمل منظم ومنسق تقوم به الاطراف اليمنية في الشرعية مع ادواتها وأطرافها الجنوبية لمحاصرة الإمارات في حربها على الإرهاب والتطرف والاجهاز عليها اولا في الجنوب عبر لملمة كل قوى الفساد السياسي والعسكري والحزبي التي فشلت في الجنوب اذاقته الويلات ، والتخويف من التشظي الجنوبي وان ليس من معالجة إلا الحل الاتحادي والعودة بالجنوب مرة أخرى إلى باب اليمن ، ترافقه أصوات لا أثر لها الآن محسوبة على الحراك الجنوبي لاتعرف ماذا تريد؟ ولمصلحة من تعمل ؟ كل هذه الأطراف تعمل ضد الإمارات العربية .لكن هدفها الفعلي واد مشروع استقلال الجنوب واحباط حاضنته الجماهيرية . يترافق وسعي داؤوب للسيطرة على مناطق الجنوب المحررة من تلك القوى اليمنية وأطرافها، عسكريا وأمنيا وادريا ...حتى ان بن دغر لم يلتفت لانجازات الحزام الأمني ضد الإرهاب الذي ظل طوال العقود الماضية يخرج من معسكرات الجيش الشمالي في الجنوب أو ياوي اليها أو توفر له الحماية ، فنجده يجاهر بدمج القوات العسكرية الشمالية مع الوية الجنوب ، بمعنى إعادة احتلال الجنوب من القوات الشمالية وعودتها لتكون ملاذ للارهاب ..نفس القوات التي حاربت الجنوب مع الانقلابيين أو هربت وتركته مكشوفا لاجتياح الانقلابيين ، الدمج لو تم سيكون لصالح القوى العسكرية للإخوان المسلمين أو القوات التي تاتمر بامرهم ، فهم الذين مازالت قوتهم العسكرية كما هي ، لانهم هربوا من مواجهات الحوثي ، تنظيما وأولوية عسكرية ، إلا من أفراد منهم اخذتهم النخوة فقاتلوا بمعزل عن فتوى الإخوان قبل العاصفة بعدم قتال الحوثي حفظا لدماء المسلمين وهم يتجمعون من سيؤون إلى مأرب والجوف والوديعة ولم يحققوا أي انتصار ضد الحوثي حتى ينطبق عليهم تبريره بأنه طالب بدمج الجيش في المناطق المحررة . لأن مناطق النفط كما بدأ من سير الحرب انها مناطق كانت مشمولة باتفاق ضمني أن تظل بعيدة عن العمليات العسكرية . في ورشة عمل في مركز الخليج للدراسات وصدرت عن (مجلة اراء ) تناولت خطورة انهيار الدولة اليمنية واهمية الحفاظ على النسخة الوحدوية المعدلة . ابرز المشاركين في الورشة ، كانوا في الطريق للانقلاب على الدولة اذا لم تمكنهم من التمكين!! لولا أن سبقتهم الطائفية !! فكان اكثرهم من حركة الإخوان المسلمين أو من يشاركونهم نفس الرؤية بان يظل الجنوب مغنما للشمال ، وخلت الورشة من أية مشاركة لقوى شمالية او جنوبية تمتلك رؤية جديدة خارج العزف الوحدوي الفاشل ماعدا مشاركة للشيخ محسن محمد بن فريد الذي قدم رؤية الجنوب للمشكلة والطريق الوحيدلمعالجتها .. فكيف ستصل الإمارات لرؤية بديلة تنافس رؤية قطر محليا وعالميا اذا لم تقم المراكز غير الرسمية فيها بتقديم بدائل وتسوقها للعالم بل تنتج الحل من خلال العين الشمالية الداعمة للمشروع القطري !! ⏪ بالتأكيد أن المجسات الأمنية التابعة للامارات تتابع النشاط المحموم ضدها وترصده وتعلم أن النتيجة تصب في إطار الصراع الإماراتي / القطري في الجنوب خاصة ، وترصد أن قوى وتيارات يمنية نقلت الحملة لالهاب الشارع الجنوبي عبر أدواتها ومجساتها لاستقطابه ضد الامارات تحت لافتة الأقاليم ومخرجات الحوار ، عبر ( كل منصات الصحافة الإليكترونية ومواقعها التي ترافق المواطن الى غرفة نومه ) ويدركون خطورتها في استقطاب وخلق اتجاهات الرأي العام الشعبي . حتى أصبح صوت المدافع عن الإمارات ليس قويا بالمقارنة مع بكم وضجيج وتواصل حملة المناوئين لها . وهو مؤشر يفرض عليها ان تتداركه وتضع المعالجات له. العمل ضد الامارات ترعاه مؤسسية عميقة ويعمل باذرع متعددة على اثارة الشبهات حول نشاطات الإمارات منها: الحملة الشعواء ضد المجلس الانتقالي ، بعث وبث الصوت المناطقي في الجنوب ، وكذا تناول الأحزمة والنخب وانها مناطقية وغير قانونية ، وكذلك أن الامارات تدغدغ عواطف الجنوبيين أما مشروعها الفعلي فهو عفاش وولده لارتباط مصالح واستثمارات بينهما!! ، ثم موضوع الاعتقالات والانتهاكات الانسانية والحملات التي ترعاها منظمات موالية للتيار القطري ، وتعمل ماكنة شائعاتهم بان سوء الأداء الخدماتي للشرعية في الجنوب يتم بسبب عرقلة الإمارات عبر الأحزمة ، ووصلت الحملة إلى الاتهام بعرقلة المرتبات ، او أنها تسعى لخلق النموذج المليشاوي الليبي في الجنوب ، ثم الاتجاه الى جهود الهلال الأحمر ومشاريعه وتصغيرها وتحقيرها التشكيك وان تكاليف الصور المرفوعة على المنشآت أكثر من قيمة ترميمها !! .. هذه بعض العناوين والغمزات والايحاءات التي يتم العمل عليها ويراد تراكمها حتى تخلق موقف شعوري شعبي نمطي معادي للإمارات . من المستفيد ؟ المستفيد داخليا مشروع الاخوان لأنه الأقوى الذي يتحرك تحت مظلة الشرعية ويعمل بقراراتها وتعييناتها والمستفيد اقليميا دولة قطر ومشروعها الاخواني وحلفاؤه فالعمل على هذه الملفات يؤكد انه باشراف مباشر من أعلى المستويات السياسية فيها !!! ولم تعد مستويات إعلامية وامنية فقط بل باشراف سياسي مباشر وكامل متعدد الاذرع والمسارات . مشروع قطر يعتمد على حامل محلي يتمدد عليه ، ظلت قطر ترعاه طيلة عقود ، كرعاية إيران للحوثية ، حامل محلي /دولي له علاقاته ومنظماته وأعلامه هم جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وما تتمتع به الجماعة من تقية سياسية وامتلاكها لأكبر جهاز إشاعات اقتداء بما تملكه الحركة الام ، وما تملكه من قدرة تنظيمية وامتدادات في القوات المسلحة وشراكة سياسية في صنع القرار في الشرعية وسيطرة على الإغاثة والمنابر واتصالات دولية عبر حركة الاخوان الدولية الأم ومنظماتها واجهزتها ومنظمات العمل المدني التابعة لها ، وماتملكه من اموال لتسهيل حركتها عدا مايدفعه التحالف لها من مال وعتاد تحت لافتة الشرعية لمحاربة الحوثي. وكذلك سيطرتها على مصادر دخل النفط والغاز المحلية في مارب الذي لا تورده للقنوات المالية للشرعية بل تدخره في مأرب لدعم نشاطها ، وكذا امتداد قوات الإخوان في القوات المسلحة في منطقة النفط من سيؤون إلى مأرب والتي استغلت توافق غير مكتوب بإبتعاد الحرب عن هذه المناطق وامتيازات حراستها النفطية او سيطرتها عليها لتقوية مشروعها وتحصين مواقعها عسكريا وسياسيا والعمل في الجنوب بتشتيته أكثر من مواجهتها الانقلابيين . حتى أن القيادية الإخوانية توكل كرمان لا يرضيها كل مايقدمه الرئيس منصور للإخوان بل تطالب بإقالته وهو الذي مكنهم من مكتبه وقراراته وتطالب بتسليم البلد للحكومة!! والمتابع يجد ان علاقة بن دغر مع الإخوان منسجمة رغم عفاشيتة على الضد من علاقة الاخوان المسلمين بالرئيس السابق بحاح الذي لو افترضنا انه كان عفاشيا فإن جرعة عفاشيته ضئيلة بالمقارنة ببن دغر !! فهل بن دغر حصان طروادة اخواني / قطري هذه المرة ؟ وهل مطالبته بدمج الألوية الشمالية غزل مباشر منه لجماعة الإخوان لدعمه واخذ صلاحيات الرئيس ؟ الاخوان المسلمين مشروع قطري/ تركي وإخوان اليمن هم الاستثمار القطري في اليمن وهم الأداة السياسية والتنظيمية المحلية الذي يمر عبرهم كل نشاطها السياسي والأمني في الشمال وفي الجنوب وتحت لافتة الشرعية وباستخدام قراراتها وتعييناتها . الاخوان الآن يتجهون للامساك بكل فروع وزارة حقوق الانسان مايعني انهم سيشيطنون من أرادوا بتعزيز دور كل مجساتهم ومنظمات العمل المدني والحقوقي التابعة لهم وكذا منصاتهم ومراكز الدراسات التابعة لهم التي فرخوها كالفطر خلال العقود الماضية من تحالفهم الاستراتيجي مع عفاش والتي تمارس نفس تقية ونشاطات واشاعات الاخوان بممارسة الكذب والافتراء كل حسب تخصصه ثم التوبة كما تبيح لهم الفتاوى التنظيمية للحركة . الإمارات لاتملك هذه الميزة في الجنوب ولم تقم بشكل جدي بتاسيسها ووضع الاذرع المحلية والدولية لها ، فنشاط الهلال وبناء الأحزمة ليس كافيا ، ويبدو انها ظلت معتمدة على القراءة الأمنية فقط وهي قراءة ليست هينة لكن يجب أن تمدد بتوازن لتشمل الساحة الجنوبية وان لاتعتمد على مستشارين قرويين أو مناطقيين في عملها ، وهذه القراءة مهما كانت ضرورية لكنها لن تحيط بكل تفاصيل المشهد الذي يتواجد فيه اعداء أقوياء ولن تحصنه من سهامهم إلا بالاعتماد على استراتيجية ذات أذرع متعددة جنوبيا وإقليميا ودوليا خلاف قطر /الإمارات ينعكس الان في الجنوب وسيحوله إلى صفيح ساخن ، لكن ليس لصالح الإمارات حسب حجم النشاط المبذول من الطرفين الان ، خاصة وأن تركيا بعد استفتاء كردستان سترمي بثقلها على خط الحرب داعمة المشروع الإخواني بكل قوة . ليس مطلوبا ان تعمل الامارات ضد أهداف عاصفة الحزم لكن نشاط اعدائها ضد أهداف عاصفة الحزم يتقى بالشرعية فقط ووضع كهذا يوجب على الامارات اذا كانت جادة في الجنوب ان تنتج استراتيجية اكثر عمقا وتعقيدا ذات اذرع متعددة بتقوية حلفائها في الجنوب لكسر تمدد القوى المناهضة لها فيه مالم فسقوطها في الجنوب يعني سقوطها في الملف كله ، استراتيجية تتناول ملف الجنوب برؤية سياسية أكثر جرأة ليست أمنية فقط وأكثر صراحة في التواصل مع أفراد المجتمع وكياناته وكذا رؤية اعلامية ودبلوماسية وحقوقية وإنسانية ، والاهم تجنيد شبكات علاقات عامة دولية متخصصة تخرج الجنوب إلى الأفق الدولي عبر لوبيات تؤثر في الدول ذات العلاقة والتأثير بملف الأزمة والاقناع بجدوى البديل الذي تتبناه، هذا ان كانت تتبناه فعلا ، ولن تعدم الشكل والالية والمسارات بالاعتماد على نخب وجهات جنوبية تدعمها تلك اللوبيات للوصول إلى مواقع التأثير في دول ومنظمات العالم وشركاته.. ففي شركات النفط والغاز عقد النجاح أو الفشل وهذا لاتجهله دولة مثل الإمارات. غير هكذا استراتيجية فإن النصر حليف قطر وحلفاؤها في هذا الصراع . هذا العمل يتعاضد مع شراكة سياسية جنوبية تكون قوية على الأرض تترافق والعمل الأمني وترشده وذلك بتعزيز الداخل الجنوبي لتكون فيه قوة جنوبية ندية معززة سياسيا وماديا وتطوير المؤسسية والتنظيمية فيه فالجنوب تم تدمير مؤسساته وبعثوا المناطقية فيه ومازالوا يرعونها . من الاولويات تطوير النخب والاحزمة وتوازنها مناطقيا واتساعها ودمجها لتخرج من دائرة المليشيا ، فالمجتمع قبلي يتأثر سلبا بعدم التوازن وعدم الدمج خاصة مع حملات التشكيك التي تتعرض لها النخب والاحزمة ، وان يكون لها غطاء قانوني ، وكذا تكثيف الوعي القانوني والحقوقي والإنساني واهميته لدى منسوبيها ، فهناك استهتار بعضه لايمكن تبريره والدفاع عنه وبعضه لايمكن السكوت عنه وصل إلى قتل النساء ، تأصيل هذا الوعي في سلوك أفرادها بما يخلق الطمأنينة في نفس ووعي المواطن الجنوبي ، لأنه الحاضن ، فالمجتمع قبلي يسهل اللعب والغمز على عصبيته، لأن في هذه الجزئية تدور حرب تغيير قناعات المواطن ضد الامارات . تحياتي