وطن لا يحمل من السعادة سوى الإسم
تغنينا و أنطربنا و لطالما غازلنا عبر تعبيراتنا في أيام الطفولة يمننا السعيد حيث كانت لا تخلو الإمتحانات من سؤال أكتب من تعبيرك فيما لا يقل عن 5 أسطر عن اليمن السعيد أو حب الوطن وبالتأكيد يكون هناك خيارات أخرى..
و لكن كانت تعتبر بنظرنا ليست مهمة و وضعت فقط لتكملة الفراغات في ورقة الأسئلة، بينما كنا بكل حماس و براءة نخط بأيادينا الصغيرة كلمات ركيكة متناثرة وليست متناسقة البتة عما تحمله صدورنا من حب لليمن ..
كبرنا اليوم و تعلمنا كيف نكتب و نعبر عما يختلج صدورنا وكالعادة الأختيار دوماً هو اليمن السعيد، ولكن للأسف لا نجد ما نكتب عنه.
فأين السعادة في وطننا اليوم؟ أترانا نجدها وسط أصوات التفجيرات و المآسي، وسط الدماء المتناثرة و الصرخات المتعالية، وسط ضجيج سيارات الإسعاف التي تحمل دوماً خبر سيئاً إما نزف جريح أو نقل قتيل، أو نجدها في ملامح طفل ينظر لقرنائه بكل حسرة لكونه لا يرتدي ملابس جميلة كملابسهم أو لا يستطيع أن يذهب إلى المدرسة مثلهم بسبب إرتفاع الأسعار الجنوني و الديون المتزايدة التي تثقل والده، أم قد نجدها نقشت على يد عروس تخضبت يداها بدم (شهيدها) المنتظر.
أو ربما نجدها في عيني يتيم ترقرقت بالدموع حتى سالت معلنة سقوطه في هاوية الألم و معلنة معها سقوط النخوة من قلوب الكثيرين، لربما هذه القطرات القليلة من أعين الأيتام هي من تسببت بحلول اللعنة على هذا الوطن و هاهو اليوم يدفع ثمن ذلك.
فبربكم كيف أجد السعادة في وطن لا يحمل منها سوى الاسم؟