الإنتقالي الجنوبي ضرورة وطنية .. ومصداقية الجميع على المحك
من تسميته وصفته يتحدد دوره ومسؤوليته فلا تخلطوا الأوراق على بعضكم أو تجعلوا التأويل يذهب بكم بعيدا يا كل الأوفياء للجنوب وقضيته ولمستقبل شعبه وتضحياته .. أثبتت التجربة الممتدة منذ إحتلال الجنوب عام ٩٤ م وإسقاط مشروع الوحدة بين دولتي (ج . ي. د. ش. ) و ( ج. ع. ي. ) ومرورا بالإنطلاقة المظفرة للحراك الجنوبي في عام ٢٠٠٧م وحتى اليوم بأنه ليس هناك من وسيلة سياسية ووطنية مناسبة وفعالة وكضرورة لابد من وجودها لإنقاذ الجنوب ووضعة كمعادلة ذات وزن حقيقي يصعب تجاوزها في إطار البحث عن الحلول والتسويات الممكنة في اليمن برغم جمودها حاليا بل وقد تتوقف نهائيا وتأخذ أبعادا ومسارات متعددة وخطيرة في ظل التصعيد القائم المنذر بتوسيع دائرة الحرب في اليمن بل وقد تشمل المنطقة بكاملها وٱن تكون جاهزة في نفس الوقت لكل الإحتمالات وبمستوى التحديات والمسؤولية وٱكثر فعالية وضمانة لتجاوز الواقع الراهن من وجود مرجعية جنوبية واحدة وبصيغة مرنة تضمن وحدة القيادة والقرار التي بها وعبرها نضع حدا لهذا التشتت وتعدد الكيانات والقيادات وكلها تتحرك بأسم وتحت راية الجنوب الواحد والهدف الواحد إذا ما أستثنينا حالات الإختراقات الواردة الحدوث هنا وهناك ؛ ولسنا هنا في وارد الحديث عن ذلك ولا عن أسباب حدوثها أو أشكال فعلها ولكن المؤكد بأن الجنوب -- بحراكه ومقاومته -- لم ولن يكون محصنا بالكامل حتى يتفادى كل الإختراقات مهما كانت درجة الحرص عند القيادات المختلفة فأعداء الجنوب وقضيته كثيرون ووسائلهم متعددة وأدواتهم متجددة وحسب مقتضيات الضرورة ؛ ولعل المال السياسي المتعدد المصادر والأهداف يلعب في كل ذلك دورا إستثنائيا وخطيرا .. والسؤال الذي يضع نفسه أمام الجميع وبإلحاح وطني هو : ألا يمثل المجلس الإنتقالي الجنوبي هذه الصيغة المناسبة لذلك والوعاء المقبول وطنيا في هذه الظروف الإستثنائية وكجسر مؤقت لعبور هذه المرحلة والتي تتطلب قيادة إعتبارية واحدة تمثل الجنوب أمام الجميع مع أهمية ترشيد خطاه ودعمه والإلتاف حوله وتمكينه من ذلك عبر مشاركة الجميع في هيئاته ومختلف دوائره وهو ما تعبر عنه قيادة المجلس وتدعو الجميع إليه ؛ ونأمل أن يتوج كل ذلك بقوام الجمعية الوطنية وفي قوام المجلسين الإستشاري والعسكري المزمع تشكيلهما أيضا لتتجسد حقا — شكلا ومضمونا — الوحدة الوطنية الجنوبية دون إنتقاص أو تهميش لأي طرف جنوبي أو تغييب لأي تعبيرات سياسية أو إجتماعية حاضرة في المشهد السياسي الجنوبي منعا للإختزال أو الإقصاء اللذين قد يمارسمها البعض أيا كان لونهم السياسي وبحسابات قاصرة أو بدوافع ثأرية والتي ستنقلب على أصحابها سلبا بكل تأكيد وتجعلهم يندمون حين لا ينفع الندم على سلوكهم السياسي هذا ! أما التمترس خلف المبررات لرفضه أو التقليل من شأنه ولأي أسباب كانت ودون التفاعل الوطني المسؤول معه وبحث السبل المناسبة لأن يكون مستوعبا للجميع وتجاهل ما قد بات يمثله للجنوب وقضيته داخليا وخارجيا ؛ فأن كل ذلك يتعارض مع ما يرفعه البعض من شعارات وما يعلنه من أهداف وأصبحت مصداقيتهم على المحك ؛ والمؤسف حقا أن ينخرط البعض في عمل حثيث وممنهج لإفشالة أو البحث عن بدائل له أو موازية له وكأنهم في سباق مع الزمن لجعل القضية التي يعبر عنها مشاركة مع بقية القوى والكيانات الجنوبية هامشية وأسيرة لصراع داخلي وهي رسالة سياسية خطيرة المضمون وموجهة لأكثر من طرف لتبدو القضية وكأنها لا تستحق إهتمام العالم بها طالما وأهلها على هذا النحو من التباعد في مواقفهم وقد يراها كثيرون بأنها إنحياز ودعم لمواقف القوى والأحزاب المعروفة المعادية والمتآمرة على الحنوب وقضيته ولو بصورة غير مباشرة ! أن الوقت يمر مسرعا والأحداث تتوالى والمخاطر تزداد والتحديات ماثلة وهو ما يستدعي بالضرورة وحدة وتماسك الصفوف خلف المشروع الوطني للجنوب بعيدا عن محاولات إختطافه وحرفه عن مساره الحقيقي المعروف ؛ فكل آهل الجنوب يبحثون عن وطن وليس عن مشروع سياسي أو أحزاب وزعامات ودكاكين سياسية .