حبي لأبوبكر بلفقية ...امي سقتني إياه في وسط اللبن:
تراث فقيدنا بلفقيه الفني جزء من موروثنا الثقافي وثقافتنا الراسخه بألوانها الرائعه التي انطلق ابوبكر من ارضيتها الصلبه وامتص من رحيق زهور حديقتها ليبث عطرها فواحا في كل انحاء المعموره تلك هي حضرموت الثقافة والفن والتاريخ والاعتدال والوسطيه. حبنا لأبوبكر؛ امي سقتني اياه في وسط اللبن، لم يسبق لي اللقاء به، الا انه مهيمن على احاسيسنا الفنيه ،فلديه من القدرات الفنية الخارقه جعلت منه ساحر الغناء والفن الحضرمي والجزيره،وتسمعه شاديا.. الخير يا ابن العم في ارضنا قد عم ،دمّي ودمّك دم مايعكّره عاكر، هذي جزيرتنا دامت ركيزتنا، في الماضي والحاضر. سطّر الفنان ابوبكر سالم بلفقيه تاريخ حياتنا توثيقا بأغانيه, فمنذ نعومة اظفارنا ونحن نسمع ونتذوق الاغاني بصوت ابوبكر،ففي مرحلة دراستنا الابتدائية كنا نسمعه مغنيا وضاربا على الايقاع من خلال إذاعة عدن وأجهزة التسجيل وتلاه الحال بالمتوسطة والإعدادية من خلال القرامافون الى الاجهزة الاخرى بالثانوية الى مانحن عليه الان. ان ذكرياتنا الجميله ومحطات رحلة حياتنا المتنوعة وثّقها ابوبكر بصوته اغانيا ...فهاهي تبنا خلاص نسمعها وياورد ما احلى جمالك ويازارعين العنب سمعناها ببيوتنا اما اغنية سمعت الشوق من الهاتف فكنا نسمر على سماعها من احد البيوت ،على شارع الجزائر،وكان الساكن يمتلك قرامافون اوبيكام وكان يردد تشغيلها مع اغنيات اخريات من بينها اغنية انتي ياحلوه ياحلوه ما احلى جمالك,وأغنية ودعت قلبي مع الاحباب،وقد امتلك اخي الاكبرالفنان علي صالح،جهاز بيكام وكان يحتفظ بمجموعة من اغاني ابوبكر وهكذا ربينا وتهذّبت اذواقنا الفنيه على سماع اغاني ابوبكر،فحملناها جزء من ثقافتنا وميولنا ومزاجنا الفني. فأغنية تسلّى ياقليبي عند سماعها تنتقل بي الذاكرة الى مقهاية هادي بديس المكلا وكان شارع الديس يغنيها كأغنية جماعية،وكما غنّى ابوبكر لكل شعراء الاغنية الحضارمة والعدانيه وغنّى ايضا لشعراء عرب وفطاحل الشعر الحضارمة،وأما الاغنية السيئونية المنشأ والأشخاص هي اقبلت تمشي رويدا ودنت تنجز وعدا واتت بعد فراق زادني شوقا ووجدا،الى ان يقول :لوترى حين تلاقينا وكان الطقس بردا ..دفئت اجسامنا واستبدلت بالبؤس سعدا،من عجائب تلك الاغنية انها كما قيل انها اليتيمة لقائلها أي انه لم يكتب شعرا غيرها وهو السيد حسين بن بصري السقاف من سكان قرن سيئون،الذي تغنى فيه ابوبكر القرن ياليتك تقع لي وطن،وكان ابوبكر يجيد اختيار شعراء كلمات اغانيه واي كلمات يختار وباي الالحان تغنى وكان يختار الاوقات المناسبه كما يراها لانزالها لعاشقيه ومعجبيه.لم تسقني امي اغاني ابوبكر في وسط اللبن فقط بل اننا نتنفس اغانيه كالهواء فالامهات كانت تغنيها بالبيوت والاباء والاخوان وبالشارع نسمعها ونرددها وبالرحلات والمدارس والانديه والمقاهي والحفلات فعلا كانت كالهواء نتنفسه حبا وعشقا. لقد حملنا معنا اغاني ابوبكر سالم حيث اولينا وجوهنا ففي دول الخليج وبعض الدول العربية كان ابوبكر هو هويتنا فنحن جماعة ابوبكر نحن اهل ابوبكر نحن ربع ابوبكر،مواطني ابوبكر نقولها هوية وبفخر واعتزاز نحن من حضرموت ارض ومسقط راس ابوبكر. لقد اشهر الفنان بلفقيه حضرموت على مستوى الوطن العربي وكان خير ممثلا لحضرموت فهو الفنان المبدع الشاعر الملهم الاديب المصقع المثقف الشامل تلك هي حضرموت كما كان يريد تمثيلها معتزا بأصله التريمي الحضرمي ففي مهرجان التابين لأبوبكر سالم لاتبخسوا الناس حقوقها فتلك اعلام وهامات حملت البخور الحضرمي فواحا لانحاء المعموره وعرّفت من كان يجهل حقيقة من هي حضرموت ،وكما قال الدكتور الجريري انه قليل في حق البلفقيه ان نعمل له تمثالا في مدخل تريم ومتحفا...الخ ،فان بخستموا الناس حقوقها ستلعنكم الاجيال القادمة حاملة مشاعل حضرموت الحداثة.