من يصنع الموت في عدن ؟

عرفت بأنها مدينة السلام والمحبة ومن شواطئها يبعث الامن والأمان ومن جبال شموخها ترسى الاطمئنان ومن أعلى قلعتها يبعث روائح المودة ونسائم الوئام ومن على شرفة هضابها ورمال ترابها ترسل عقود الياسمين والفل والكادي . لم تكن يوم للقتل عنوان والدمار حكاية والخراب ابيات وكلمات القصيد . يبحثون عن إقلاق السكينة ويحاولون إخراج وإنتاج مسلسل دراماتيكي الغرض منه نهاية مأساوية موحشة مؤلمة عن مدينة الأمن والأمان . أبطال الرواية من فقدوا وخسروا مواجهة الجبهات والمواقع العسكرية وتلقي صفعة موجعة قاسية في ميادين المعارك . ارادوا صناعة الموت في عتمه الليل الدامس يلبسون أقنعة خفية ولايخرجون الا خلسة كخفافيش الظلام . من يقتل في عدن وينشر الرعب في أوساط الأطفال والنساء هم أنفسهم من خسروا معركة المواجهة وقتلوا وسحلوا وتم الدعس عليهم في جبهات القتال . اليوم يحاولون تحويل الإنتقام وإصدار أصوات بمساعدة أبواق كل وظيفتها اصدار الزعيق والنهيق والنباح المستمر !! يصنعون الموت ويحاولون ان تتحول عدن الى مدينة أشباح وبيوت ومساكن لخفافيش النصر والانتصار . يبحثون عن أنفسهم في عتمة الليل وتحقيق انتصار وهمي خيالي كرتوني بين الأزقة والأحياء والحارات على حساب الضحايا واقلاق وتخويف الأطفال والنساء الآمنين . يصنعون الموت وعدن تصنع الحياة يصنعون الأوهام والخيال وعدن تبعث الأمل والأحلام يصنعون أقلاق السكينة وعدن ترسل عقود الامن وريحان الأمان !! من يصنع الموت في نفسه من فقد المطامع والاطماع والمصالح الشخصية.. من يحاول تصوير مشاهد القتل نفسه من انهزم وهرب وانبطح أمام فوهة البنادق في المتارس والخنادق القتالية . من يصنع الموت في عدن لم يجد إمامه الا مدينة آمنة مستقرة بفضل رجالها وتضحيات شبابها ونضال كبارها وحكمة وصبر قيادتها !! هي عدن لا تعرف غير الفل والكادي وعقود الياسمين ونسائم الصباح من شواطئ جولدمور وهواء الغدير وعليل ساحل أبين, هي عدن شامخة كجبال شمسان وعزة قلعه صيره , هي شارع مدرم , وكريتر والطويلة, والشيخ إسحاق, وخورمكسر , والبريقة , عقبه المعلا , وميناء التواهي , وصمود المنصورة, الشيخ عثمان . هي عدن بحرها وبرها وسهلها وجبالها ورمالها لا تعرف الانكسار . من يصنع الموت في عدن لن يجد الا الحياة عنوانها .

مقالات الكاتب