نتفٌ صغير من كومة فساد كبير.. انظروا
بحسب المعلومات المسربة مؤخرا الى عدد من المواقع الإخبارية ومنها مواقع تابعة أو مقربة للسلطة اليمنية المعترف بها دوليا" الشرعية" تشير الى أن راتب الوزير الواحد فضلاً عن نوابه ووكلائه رواتب خيالية جداً،ليس بالنسبة لوضع اقتصادي منهار ولا قياسا بمستوى الراتب الهزيل للموظف العادي ولا قياسا لأوضاع استثنائية كهذه التي نَمُّــرُ بها بل حتى بالنسبة لدولة غنية ومستقرة الحال...فالوزير بحكومة هذه السلطة المسماة جزافا بــ(الشرعية) وفقا لهذه المصادر يصل إلى (8 آلاف دولار أميركي) أي ما يعادل 4 ملايين ريال يمني على الأقل ،هذا غير ما يتحصل عليه بطرق شخصية خارج موقعه ،ونائبه 6 آلاف دولار، والوكلاء والوكلاء المساعدين والمستشارون التابعين له كل واحد منهم حوالي من 4500- 5000 دولار على أقل تقدير. ونواب رئيس الوزراء لكل منهم 12 ألف دولار أي ما يعادل 6 ملايين بالريال اليمني.فيما راتب محافظ البنك المركزي " زمام" (34 ألف دولار). ..وبرغم نفي زمام تقاضيه هذا المبلغ بحسب صحيفة الأيام إلا أنه أحجم عن الافصاح عن المبلغ الحقيقي،وأكد هذا بشكل غير مباشر لمصادر سابقة حين اتهم محافظ البنك السابق منصور القعيطي" -الذي يبدو من كلامه أن الخلاف بينهما مالياً عميقا – صراحة بالفساد،قائلا أن القعيطي هو من كان يتقاضى هذا المبلغ, وأنه- أي القعيطي بحسب زمام- قد طلب رفع راتبه حينها الى 50ألف دولار. كما ألمح زمام ان القعيطي يقف خلف التسريب الذي استهدفه. ورواتب السفراء 7500 دولار راتب أساسي – 7500 دولار بدل انتقال – و10 آلاف دولار بدل سكن – و25 ألف دولار للطوارئ – 15 ألف دولار رسوم مدارس لأبنائهم، فيما يتقاضى المستشارون في السفارات 5500 دولار لكل شخص وللملحق في أي سفارة 4500 دولار. هذه المبالغ ما هي إلا نتف صغير من كومة فساد كبير تتدحرج فوق رؤوس الجياع والمسحوقين, ولم نأخذ ما أوردته بعض المصادر الأخرى التي تشير الى تقاضي الوزير الواحد شهريا ما مجموعه 50ألف دولار, و افترضنا عوضاً عن ذلك الرقم الأقل -8 ألف دولار.ومع ذلك يظل هذا الرقم خيالا وفق المعايير التي سلف ذكرها...وحتى لو افترضنا جدلاً أن هذه الارقام ليست صحيحة, وأن الأرقام الحقيقية هي نصفها, أو حتى ربعها, فأننا لن نستطع أن نغفل الرقم الخرافي للعدد الوزراء ونوابهم ووكلائهم, ووكلائهم المساعدين والمستشارين, والجيش العُـرمرم من الدبلوماسيين وعائلاتهم وأصهارهم وأنسابهم وأزواجهم, وكتائب المستشارين المحيطين برئيس الحكومة ونوابه- أحد هؤلاء النواب لديه 35 مستشار- وبرلمانيين ومستشاري الوزراء ومستشاري السفراء, والمحافظين ومستشاريهم, ومدراء العموم, والقادة العسكريين والأمنيين وغيرهم وغيرهم .... أما مؤسسة الرئاسة وغولها الضخم, والمؤسسات الإيرادية وثقوبها السوداء السحيقة فنحن أعجزُ مَــن أن نحصيها أو حتى التعرض لها.....! -قفلة: ما جاعَ فقيرٌ إلا بما مُــتّعَ به غني.