الريال ..الادارة بالجوع !!
سنجد في الشارع قاتلا يقتل لياكل ، بسبب انهيار العملة وسياسة الفساد وإدارة البلد بالجوع!! فمن هو القاتل الفعلي!! ؟ عملة لا تضمن الفتات ، ولا توجد معالجات من الدولة ، ما يعني السير إلى مجهول المسؤول عنه الشرعية ، دولتها !! وحكومتها!!. خلال هذا الأسبوع استثمر النشطاء حادثة قتل حارس مطعم الحمراء بطريقة تتجاوز القتل، فالقتل مدان يكافئه الضغط بالقصاص . المسؤولية الأخلاقية تمنع نشطاء الإعلام من التركيز المناطقي وربطه بالضالع فذلك مدان ، كادانة ربط الفساد بمنطقة الرئيس أو وزير الداخلية !!، فالقتل والفساد لا منطقة لهما إلا اذا كان المراد التوظيف لأجندات ليست لمصلحة الجميع !!. ذلك الكم من تغطية الحادثة ، كان في ظاهره تغطية لحق ، لكنه حق يراد به التمويه والتضليل على منكر وحماية باطل أكبر !!، فالقتل يستهدف فردا أو أفرادا ، اما انهيار العملة فيقتل مجتمع بشكل بطيء وتدخل فيه آفات وسلوك سيكون القتل من ابرز لوازمها، بدت التغطيات كأنما تذرف دموع التماسيح على قتل حارس بريء، لتغطي وتضلل في الوقت ذاته على أكبر عملية انهيار للريال كان أبطالها كبار رموز الفساد الذين افرغوا محلات الصرافة من العملة الصعبة مما مهد للسقوط المربع للريال الذي ستليه انهيارات !! ما يؤكد أن جهة منظمة تقود الكثير من النشطاء فينعقون بما تريد!! رغم محاولات المملكة وضع وديعة كحل ترقيعي لتفادى الانهيار المريع للعملة ، ومايترتب عليه آثار كارثية على كل المستويات ، لكن لم ترافقها اية معالجات من قبل الحكومة تمنع السقوط المريع ، ولم نجد المنابر حريصة في تنبيه الشعب للمهاوي التي تنتظره ، وتكشف القوى المسؤولة عن ذلك الانهيار المريع ، التي ليست من الضالع هذه المرة حتى تكون مادة دسمة لهم.!!! من المسؤول ؟؟ امور مالية سائبة ، طبع عملة بلا قيود!! ، واستنزاف الفساد الخرافي للموارد باسم الحرب ومستمر !! ، نفقات خرافية لسفارات دبلوماسية لدولة غير موجودة على الأرض !! ، وعدم سيطرة على الجبايات في الموانئ والمنافذ!!، نفط تم تصديره وبعضه في طريق التصدير بلا شفافية ، لن يستفيد منه الاقتصاد بل هوامير النفط الحاليين وشركاؤهم!!، حكومة لم تنظم موارد الدولة بل تدار بالفساد !!، انتشار خرافي لمحلات الصرافة جعلت العملة سلعة وليست معيار لتقييم السلع!! ، تجار استيراد يسيطر عليهم مركزيا الحوثي ويخدمون سياسته ويسنزفون العملة بحجة الاستيراد بلا أدنى قيد، فتح السوق لكل رخيص من الكماليات المستورد التي تستنزف العملة في مرحلة حرب تتطلب الاستغناء عن الكثير مما يزخر به السوق !! ...الخ . والحكومة نائمة في العسل ، ومنابر نشطاء الاعلام كانهم في حفلات زار يطبلون!! او ان المسؤول عن ذلك الانتقالي وامن عدن والحزم الأمني..الخ!! الغلاء لم يعد عدو صامت ، بل مجاهر يفتك بالمجتمع ، بلاد تستورد كل شيء ، ولا تنتج إلا القات ، الذي لايقل ضرره على اقتصاد الأسرة عن ارتفاع سعر الدولار . ولا معالجات!! الفئة الوسطى فئة التوازن في اي مجتمع ، اذا انهارت انهار المجتمع ، وهي في بلادنا على حد الفقر أو تحته بدون الانهيار الحالي للعملة ، فئة هي الأوسع بين فئة ثراء فساد فاحش مفسد ، وفئة فقر مدقع مترب مفسد ايضا !!. هذه الفئة في غالبها تعتمد على الوظيفة المدنية والعسكرية وفي القطاع الخاص في تسيير حياتها أو من ذوي الحرف الصغيرة أو الأعمال التجارية الصغيرة والورش وصغار المزارعين . .الخ ؛ ويترافق هذا الانهيار في العملة بعودة اعداد كبيرة من المهاجرين الذين يمكن وضع نسبة منهم في خانة الطبقة الوسطى ، وكثيرا منهم في خانة الفئات الفقيرة ، اما قلة الأثرياء منهم فقد اختارت مهاجر بديلة !! . فقراء أو متوسطو الدخل من المهاجرين لم تضع لهم الدولة اية معالجات تستوعبهم او تحد من أثار عودتهم واستقبلتهم على قاعدة : " أرحبي ياجنازة بين الاموات " !!. والعذر الحرب!!! الإدارة بالجوع ، هكذا تدير الشرعية وحكومتها البلد !!، إدارة تمهد الطريق للقتل !! ، ادارة سيصحو الجميع أمام خيارات تمس حفظ حياتهم وضرورات اسرهم !! ، ستجعل قطاعات مجتمعية تندفع للتوحش وممارسة مهن واعمال غير مشروعة !! أو خروج ابنائهم والتحاقهم بمنظمات الإرهاب ، أو اعمال التقطع والخطف أو التهريب في الممنوعات والسرقة ..الخ من النشاطات اللامشروعة !! ، أو تنحدر بعضها للانحراف والفساد بكل أشكاله وانواعه في ظل مجتمع لا هو مدني في سلوكياته ، ولا بدوي في تضامنه ومحدودية طلباته. ارتفاع سعر الدولار لم يترافق بزيادة المرتبات على الاقل ، وآثار الانهيار في القطاع الوظيفي ، ليست على الموظف فقط بل أسرته واحيانا عائلته ، و فئة القطاع الوظيفي ليست الموظف فحسب أيضا ، بل ينتفع منها قطاع يمكن أن نسميه قطاع " متسبب رزق" ، وهذا القطاع يعتمد على الحركة اليومية واكتساب رزقه بالبحث عنه في زوايا هامشية في المجتمع مرتبطة بخدمة الفئة الوسطى لا غيرها ، لكنها فئة اوصلتها الإدارة بالفساد وبالجوع الى حضيض الفاقة ولم تعد قادرة أن تعطي الآخرين ، بل تريد منظمات الدعم والصدقة ان تعطيها لسد فاقتها!!.