لماذا #اليمن في أولوية الاجندة #الأمريكية ؟

من مقر وزارة الخارجية ، وفي اول تصريح للرئيس الاميركي جو بايدن ، اعلن ان من أولياته وقف الحرب في اليمن من اجل انهاء الازمة الانسانية، الأكبر في العالم. ومن اجل هذا، عين مبعوثه الخاص لليمن تيموثي ليندركينغ. السؤال الذي يفرض نفسه ، لماذا هذا الاهتمام الامريكي في اليمن الان؟ طبعا، انهاء الازمة الانسانية في بلادنا، لا جدل فيها، ويجب علينا الوقف معها بدون تردد. ولكن، دعونا ننظر لهذا الاهتمام من زوايا اخرى، فلا توجد سياسات دول فقط من اجل انهاء الأزمات الإنسانية دون مصالح اخرى. بعد فوز بايدن، تم وضع استراتيجية جديدة في السياسات الخارجية، تركز على دعم التحول الديموقراطي في العالم وحماية حقوق الانسان ومواصلة محاربة الارهاب. هذا هو المنطلق الذي يقوم الديموقراطيون من خلاله برسم السياسات الخارجية. لهذا، فان انهاء الحرب في بلادنا، بسبب الأزمة الإنسانية، يعتبر نجاحا لهذه الإستراتيجية الجديدة. وعوامل النجاح في بلادنا اكثر من بلدان الاخرى. كذلك خطر أنتشار الجماعات الارهابية في اليمن بسبب الوضع الراهن، يشكل قلقا مستمرا لامريكا. مثلا، لا تستطيع امريكا انهاء الصراع في سوريا او ليبيا بسرعة اكثر كما في اليمن، والسبب واضح. تواجد قوات أجنبية بشكل قوي في تلك البلدان، كلا يدعم طرفا، واهم تلك القوات، روسيا. اما في اليمن، فلا يوجد ذلك الوجود العسكري الأجنبي القوي، الخارج عن تحالفات الامريكية في المنطقة، لهذا، امريكا تستطيع عمل الكثير في اليمن مع حلفائها في المنطقة، ولكن ليس في البلدان الاخرى. العامل الآخر هو إيران. ليست الكرة في ملعب الحوثيين، وإنما ايران. تريد امريكا ان تعطي ايران فرصة لتغير سلوكها في التدخل في شؤون المنطقة، والبداية تكون من اليمن، وليس من لبنان او سوريا او العراق. فعندما تغير ايران من سلوكها التخريبي في بلادنا، تكون اقرب للحوار مع إمريكا حول الملف النووي ورفع العقوبات المفروضة عليه. واعتقد ان ايران سوف تستغل الفرصة الامريكية وسوف تغير شيء ما من سلوكها في اليمن، ربما بان تآمر الحوثيين على الموافقة على وقف اطلاق النار حاليا. العامل الثالث هو الاجماع الدولي حول اليمن. جميع اعضاء مجلس الامن يدعمون المبعوث الأممي لليمن، ولا يوجد اي اختلاف بين الدول الكبرى على انهاء النزاع في بلادنا. هذا الإجماع الدولي ليس موجودا في البلدان الاخرى كسوريا وليبيا. فالجواب على تساؤلنا في البداية ، لماذا بلادنا على أولوية إدارة بايدن ؟ هو ليس فقط انهاء الأزمة الانسانية بقدر وجود عوامل اخرى تجعل من انهاء الصراع في اليمن اسهل وتجعل ادارة امريكا تنفذ استراتيجية الخارجية الجديدة. اولها، الاستراتيجية الاميركية حول دعم قيم الديموقراطية وحقوق الانسان ومواصلة محاربة الارهاب، ورسم التحالفات الدولية على هذا المبادئ. ثانيا، الإجماع الدولي على انهاء الحرب في بلدان. واخيرا، فرصة لإيران لتغير سلوكها في المنطقة، ضمن اتفاقية جديدة مع إمريكا.

مقالات الكاتب