أسئلة بحاجة الى أجوبة.. أين يكمن الخلل
مع نهاية الحرب تتلقى السعودية ضربات صاروخية وطائرات مسيره بشكل يومي من قبل سلطة صنعاء ، واظهر العالم تعاطفه وفِي نفس الوقت واستهجانه لهذا التصرف لان أهداف تلك الضربات منشئات اقتصادية وتجمعات سكانية ومطارات مدنية لكن السؤال كيف امتلك الحوثي هذه الترسانة من الأسلحة وهل سيصدق العالم بان لديه مصانع حديثة لتصنيعها وهذا من سابع المستحيلات لكن هناك دولة معروفة تزوده بتلك الأسلحة بانتظام وهنا يطرح الناس تسأل كيف تصل هذه الكمية الهائلة بينما الحوثي محاصر برا وبحرا وجواً ؟ هناك اخطاء عديدة تخللت سير العملية السياسية والعسكرية للشرعية ومن أهمها سيطرة تحالف نظام 7:7 ناقص واحد على مفاصل ادارتها واقصاء الآخرين ادى الى تغيير الاولويات وارباك المشهد السياسي والعسكري بالكامل اضاعت الشرعية عناصر النصر من بين أيديها نتج عن تلك الأخطاء بان وضع التحالف الان في حالة ارباك خاصة وان مليشيا الحوثي تضخ عشرات الصواريخ ومثلها طائرات مسيرة نحو اهداف في العمق السعودي لتحدث أضرار مادية ونفسية على مواطني المملكة وايضا لتشكيل ضغط شديد لكي ترضخ لشروطها السؤال اين يكمن الخلل ؟ الم يلحظ التحالف بان الشرعية جمدت جبهاتها بل انسحبت من المواجهة مع المليشيات الحوثية منذ فترة ليست قليله وتوجهت جنوبا واعطت الحرية الكاملة لهذه المليشيات بان تعبث بالامن السعودي من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ولو كانت جميع جبهات الشرعية ساخنه وتعمل بتنسيق وثيق فيما بينها كان الحوثي محاصر في مناطق تجمعه ولن يجد الوقت الكافي حتى للتفكير في إرسال طماشه واحده نحو الاهداف السعودية او التفكير في اقتحام مدينة مأرب اخر معقل للشرعية. لا احد يعرف ما هي وظيفة وزارة دفاع التابعة للشرعية وكيف تدير مئات الآلاف من العساكر والضباط المنضوين تحت لوائها اذا لم يقوموا بتفعيل الجبهات وفِي كل الاتجاهات وبكامل قواهم العسكرية فما الهدف من تواجدهم أصلاً ولماذا يتواجدوا في المناطق المحرره ولماذا التحالف لم يقم بإسناد مهام قتالية لهذه القوات الضاربة وتوجيهها نحو الهدف التي قامت من اجله عاصفة الحزم وهل كانت لديها مهام اهم من دحر الحوثي واستعادة عاصمة الدولة .... لا احد يعرف لكن ما هي الحكمة من السير نحو الهاوية بينما في امكانية لتعديل المسار باستخدام الحزم والصرامة تجاه من ادار البوصلة جنوبا وترك عدوه يسرح ويمرح ويتوسع في كسب الارض وتوجيه الضربات لعقر دار مركز التحالف العربي. التحول نحو الجنوب لاحتلاله من قبل الشرعية كان خطأ استراتيجي كبير سمح فيه التحالف تحت غطاء الحفاظ على الوحدة اليمنية بينما لم يفكر الجنوبيون بفك الارتباط بالدولة اليمنية اثناء الحرب رغم ان الامر كان في متناول أيديهم عند تحرير ارضهم وتركوا ذلك لما بعد القضاء على التمرد الحوثي وكانت غلطة الجنوبيون انهم لم يطرحوا شروطهم للمشاركة في القتال مع التحالف واعتبروا انفسهم كشركاء للتحالف العربي في دحر الانقلاب ومكافحة الاٍرهاب دون قيد او شرط وسقط الاف منهم ضحايا تحت راية التحالف العربي عند مشاركتهم في تحرير اجزاء كثيره من خارطة الجمهورية العربية اليمنية بينما هذه المهام ليست من مهام الحنوبيين تحرير اراضي الغير كان ذلك كرم ونخوة منهم بينما اَهل تلك الارض غير مكترثين لتحريرها بل غير مبالين بالدفاع عن ارضهم وتركوها وذهبوا الى الجنوب افرادا وزرافات ليستوطنوا فيه بتشجيع من الشرعية. لا توجد حرب مفتوحة الى ما لا نهاية وخاصة وهي تدور على مقربة من اهم ممر دولي يشرف على البحرين العربي والأحمر وعلى تخوم مناطق تسبح بالنفط والغاز لم ينتبه احد عندما حذرنا من وقت مبكّر بان الوقت يجري سريعا وعلى التحالف ان يحسم المعركة قبل ان تأتي ظروف تتدخل فيه قوى إقليمية ودولية وعندها سيكون وضع التحالف ضعيف ولا يستطيع ان يقف امام العالم الذي يطالب بوقف الحرب وها نحن اليوم امام ذلك المشهد وسيتم فرض شروط قد لا تكون في صالح التحالف والشرعية وهذا ما سيحدث وفقاً للمؤشرات التي تجري على الارض ومن خلال تحول ميزان القوى لصالح المليشيات الحوثية. سوء ادارة الحرب كانت واضحة للعيان من البدايات الاولى التي جرت فيها المعارك ولو لم يكن الانتصار الجنوبي في تحرير اراضي الجنوب ولولا مبادرة القوات الجنوبية في تحرير مناطق شمالية لكانت الهزيمة مؤكدة للشرعية والتحالف منذ اليوم الاول لبدء الحرب وفِي مثل هذه الحالات وحسب المتعارف عليه كان يتطلب اعادة تقييم الوضع العملياتي لسير المعارك في كل جبهة على حده وفِي مجموع الجبهات بشكل عام وإجراء تغييرات ليس فقط في الخطط والتكتيكات المتبعة او في اعادة النظر في الاولويات او في اعادة التسليح وغير ذلك ولكن كان الأهم هو تغيير القادة الفاشلين ومحاسبتهم على تقصيرهم في آداء مهامهم ً وإحلال محلهم قيادات عسكريه كفؤة وهذا عادة ما يتم في كل مراحل العمليات القتالية الا ان ذلك لم يحدث وبدلا من ذلك يتم مكافئة الفاشلين والمقصرين واستبعاد اصحاب الكفاءات الذي اثبتوا ذلك في الميدان وكانت النتيجة المزيد من الفشل وهذا أضر بالامن القومي العربي بشكل مباشر حيث تمكنت مليشيات من تحقيق تهديد جدي على امن المنطقة والعالم. انشغلت الرئاسة في المنفى بإصدار تعيينات وفق توجهات حزبية ومناطقية ضيقه لا تواكب سير المعركة وكأنها في وضع طبيعي وليست في حالة حرب وحكومات تشكل بشكل فضفاض تتتصرف وكأنها في حالة سلم ولا تدري من اين تبداء وما هي الاولويات ولا احد يعرف توجهاتها وبرامجها غير انتاج تعيينات على النمط نفسه وإصدار قرارات ليست ذات أهمية تخدم إنجاح المعركة بل تتحول كلها اعباء تثخن كاهل الاقتصاد الوطني دون اَي مبرر وتترك حاجة الناس الأساسية وتنشىء هي والرئاسة طاقم حكومي جديد وتترك الطاقم الحكومي المجرب كل هذه مجتمعة هي كانت أحد عوامل الفشل التي حصدته الرئاسة والحكومة وبالمقابل توفرت لدى المليشيات الحوثية فسحة العمل دون عوائق تذكر. كان اتفاق الرياض فرصة ثمينة لإعادة توجيه البوصلة لكن تعثر تنفيذه وبل وضعت عراقيل يصعب تجاوزها خاصة والبعض يريد ان ينتقي منها ما يريد تنفيذه فقط ولا يوجد ما يلزمه بالتنفيذ حسب التسلسل الزمني وفق الاتفاق ويخيل لنا بان ذلك الاتفاق لم يكن الا استراحة اعطيت للمتحاربين ليرتب كل طرف وضعه استعداداً لمعارك جانبية وعبثية قادمه ونتيجة ذلك الفشل أعطيت فرصة مجانية وثمينة اخرى للحوثي لكي يعيد ترتيب اوراقه المحلية والإقليمية والدولية واصبح رقم صعب الكل يستجدي الجلوس معه لوقف الحرب ولديه فرصه لفرض مشروعه السلالي ومن جانب اخر اصبح عنصرا فاعلا في الاستراتيجية الإيرانية ولا احد يستطيع تجاهل هذ الامر فقد اصبحت ايران ممسكة بعناصر كثيره ومؤثرة في الإقليم تعمل لانجاح مشروعها الجيوسياسي في الهيمنة على كامل المنطقة لتصبح لاعب إقليمي يرفع رصيدها في التعامل مع العالم حول قضاياها العالقة معه. ومن اهم نتائج عدم تنفيذ اتفاق الرياض تواجد كثيف وملحوظ للعناصر الارهابية ( القاعدة والدواعش) في مناطق سيطرة الشرعية في الجنوب بعد ان تم اجتثاثهم من قبل قوات الأحزمة والنخب الجنوبية وليس من الحكمة والصواب السماح بعودة تلك العناصر تحت اَي مظلة على اراضي الجنوب لان ضررها ليس على الجنوب وحسب ولكن على المنطقة والعالم. التحالف معني باعادة ترتيب الاولويات وضبط البوصلة نحو الاتجاه الصحيح شمالاً وتوجيه القوى العاملة في إطار مشروع دحر الحوثي نحو تحقيق الهدف ويتم ذلك على وجه السرعة وعليه اَي التحالف ان يسابق الزمن لتعديل ميزان القوى لصالحه قبل فوات الاوان وقبل ان تفرض عليه شروط قاسيه والذي بدون ان يملك عناصر القوة بيده لن يتحقق اَي سلام وهذا الامر يمكن ان يتم عبر مراجعة شاملة وعند التخلي عن ادواة الفشل التي رافقت مسيرة الست سنوات حرب الماضية حيث ما وجدوا ما لم فان الامر الواقع سيكون ملزم للجميع فمن يبحث عن العدالة الدولية فميزانها دائما يميل باتجاه القوي ولا احد يميل باتجاه الضعيف. وفِي الأخير بعد حرب ست سنوات وداخلين في السنة السابعة الناس لديها أسئلة كثيرة يحتاجون الى اجوبة مقنعة من اصحاب الشأن.