كلمة لابد منها ..لماذا العاصفة اتجهت جنوبا ؟
بدأت العاصفة متجهة شمالا لإعادة الشرعية الى عاصمة الدولة اليمنية وانهاء الانقلاب في العاصمة صنعاء وجيشت الجيوش والقبائل والموالين وفتحت لهم مخازن الأسلحة والذخائر والاهم من ذلك فتحت خزائن الأموال وبعدها وزعت المهام وقدمت دول التحالف الدعم الجوي والبري والبحري الغير محدود ويخيل للمرء بان سماء اليمن وبحاره على مدار الساعه يحوم فيه نسور الجو وسفن الحراسة على طول الشواطىء لمطاردة الانقلابيين وحليفهم صالح لكي يذعنوا للعودة عن الانقلاب وتمكين عودة الشرعية الى صنعاء وكان الأمل ان تكون العودة في غضون اشهر بسيطة وتنتهي المعركة لكن ما حدث لم يكن بحسبان احد فمن استلم السلاح والذخائر والمال قد هزم في اول معركة في الجوف الشهر الاول من العاصفة واستلم الانقلابيون أسلحة وذخائر. وما ادري هل مع المال ام ان ذلك ترك مكافئة لاستسلامهم. لم تتم محاسبة المسئولين عن تلك الهزيمة المبكرة ولكن بدلا من ذلك تم ترقيتهم الاول اصبح نائب الريئس والثاني وزير الدفاع وكان ذلك مؤشر لهزائم متلاحقة ليس للشرعية ولكنها هزيمة للتحالف الذي ساندها من اول لحظة تلك الهزائم تتالت في أوقات مختلفة مكنت الانقلابيين من الثبات على الارض والتمون بالذخائر والأسلحة الحديثة التي يتركها الجيش الوطني في معسكراته ومواقعه وتمكن الانقلابين من التحول من الدفاع الى الهجوم على طول وعرض الجبهات ولَم يردع تلك الجماعات الانقلابيه الا مقاومة الجنوب والذي تم طردهم في غضون ثلاثة اشهر من ارض الجنوب كاملة دون مشاركة الشرعية بجيشها المسمى بالوطني وحتى لم تقدم اَي دعم للمقاومة الجنوبية من السلاح والذخائر والمال الذي استلموه على الإطلاق غير ما تحصلت عليه تلك المقاومة من الدعم الإماراتي الكبير الذي كان حاضرا في تلك الانتصارات وخاصة في عدن وحضرموت وحتى الساحل الغربي حتى مشارف الحديده وكانت معارك كلها تكللت بالنصر. لماذا تحولت العاصفة جنوبا ؟ ولماذا الحشود جنوباً ؟ وهل تغير العدو من شمالاً نحو العاصمة صنعاء الى جنوبًا نحو عدن ؟ والسؤال الرئيسي هل من حرر بلاده عليه ان يغادرها ويسلمها لمن ترك وراءه كل جيوشه ومعسكراته هاربا ولَم يطلق طلقة واحده تجاه الانقلابيين لا احد يجد تفسير بان دماء الجنوبيين التي اريقت على ارض الجنوب والشمال لا تساوي لدى الشرعية ومن يدعمها شيئاً بل يتم وبإصرار على تسيير الحشود حتى اللحظة نحو الجنوب وعلى مشارف شقره بينما قوات الحوثي على مشارف مأرب اخر معاقل الشرعية تاركين قبائل مراد لوحدها تصد هجوم الحوثي ايعقل ان يكون كل ذلك تحت وهم الحفاظ على الوحدة التي لم يتم الحفاظ عليها عندما كان تحت تصرفهم الجيوش الجراره والترسانات من الأسلحة بل ولوا هاربين وتركوا عاصمة البلاد ورائهم دون ان يطلقوا طلقة واحدة ما هو السر في عدم حشد قوات الشرعية التي تقدر بعشرات الآلاف في الاتجاه شمالاً على خط التماس مع غريمهم الحوثي ؟ ماذا عن التحالف الذي أتى لإعادة الشرعية الى صنعاء هل تخلى عن ذلك الهدف واصبح ينفذ اجندات الشرعية بالتوجه جنوبًا الارض التي حررها ابنائها من براثن الحوثي في الشهور الثلاثة الاولى من انطلاق عاصفة الحزم ؟ الجنوب موجود على مر الزمن مستقلاً وتعاقبت عليه دول ومشيخات وسلطنات وإمارات ولن تستطيع أقوى الدول سحبه الى مواقع اخرى مهما كانت قوتها او مهما ظلت جاثمة على ارضه وفِي نهاية المطاف تتركه وترحل واستقل الجنوب وتمكن من انشاء دولة جنوبية معتبرة وسيرحل من يفكر باستعمار الجنوب عبر أية ادعاءات او اتفاقات ومهما يكن الجنوب يتحمل الجور لفترة لكن في نهاية المطاف يستسلم من يريد استعباده ويذهب الى مزبلة التاريخ. تقدمت دولة الجنوب بنية حسنة وصادقة بالتوحد مع دوله اخرى هي الجمهورية العربية اليمنية لا يعني ان يتم تملك الجنوب واستعباده من قبل تلك الدولة وحسب قول علي محسن في احد خطاباته الثورية عندما قفز من سفينة علي عبدالله صالح الغارقه الى سفينة الثورة بان الجنوب كان تحت الاستعمار الشمالي الذي كان يقوده الرئيس علي عبدالله صالح منذ حرب 94 م ومع ذلك تخلى عن تصريحاته هذه واصبح من موقعه نائب رئيس الشرعية يمارس ابشع انواع الاستعمار بل جلب الى الجنوب كل طوائف الاٍرهاب وتمكينها من ارض الجنوب وتحت حماية جيشه الوطني وادواته الإدارية في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الشرعية لكن المستغرب بان الدول العظمى التي تدعي بانها تحارب الاٍرهاب ومنها من تقوم بضرب المعسكرات التابعة للشرعية التي تتواجد فيه عناصر ارهابية لم نسمع منها اَي صوت عادل يخص شعب الجنوب وفِي دعمه على حقه في الوجود وعلى صون حريته وكرامته بل نراها تقف في المنتصف ولا احد يعرف هل تلك القوى التي تساند الارهاب في الجنوب تستطيع ان تحافظ على مصالحها الحيوية او ان المصالح التي تجنيها شركاتها في حقول النفط والغاز أغلى من مبادئها التي دوخت العالم بها بالدفاع عن حقوق وحرية الانسان وهي الان امام المحك الحقيقي ونعرف بان تلك الدول تحارب الفساد في بلدانها ولكنها تغض النظر عن فساد شركاتها العاملة في حقول النفط والغاز والتي تعمل مع قيادات الشرعية الفاسدة في نهب ثرواة الجنوب اعتقد حان الوقت لكي تطبق العداله على من يشارك بنهب ثرواة الجنوب من الشركات العاملة في حقول نفط وغاز الجنوب. الشرعية فشلت في حربها مع الحوثي وتريد نصر سهل وهذا النصر هو الاستيلاء على الجنوب بحجة انها شرعية معترف بها العالم بينما هي لم يكن لها اي دور في تحرير الجنوب غير انها جلبت في ثنايا جيشها العناصر الارهابية الى الجنوب. ومن عجائب الشرعية انهم يعتقدون بان استعادة صنعاء سيكلف سكانها خسائر بشرية ومادية ولهذا تجنبوا ذلك وحين دخل الحوثيون الى صنعاء بعضهم وقف على الحياد وبعضهم الاخر ظل متفرجا متسمراً في موقعه لا يفعل شيئا وبعض منهم ساعد في اقتحام صنعاء نكاية بمعارضيه واما قائد الفرقة الاولى مدرع لجاء الى السفارة السعودية ليعلن بانه في وجه الملك عبدالله وانه لا يريد اراقة الدماء في صنعاء كما وأعلن بعد ذلك وزير دفاع الشرعية بان صنعاء مدينة حضارية لا يفكر في اقتحامها وتبعه في ذلك وزير الاعلام يصرح بانهم لم يتخذوا قرار بعد باقتحام صنعاء اما رئيس الجمهورية فصرح انه لا ينوي اقتحام مدينة الحديدة طيب عال العال والسؤال لماذا عدن يحاولون اقتحامها بالقوة الا يوجد فيها سكان وغير مسموح بتدميرها او ان سكانها من كوكب اخر. عدن تعرضت في عام 94 م للاقتحام على اساس ان فيها شيوعيون ومرتدون عن الوحدة ودمروها بينما على راس المقتحمين ضمن جيوش الشمال كان قاده عسكريون ممن كانوا يوماً ضمن جيش الجنوب وتنطبق عليهم صفة تهمة الشيوعية ولا ادري كيف مسحوا عنهم شيوعيتهم ! وفي عام 2015 م اقتحموا عدن بهدف مطاردة الدواعش وقرروا ان سكان عدن والجنوب كلهم دواعش وفي عام 2019 حاولوا اقتحام عدن تحت اسم عملية خيبر سمح لهم التحالف بالمرور من مأرب حتى مشارف عدن ومعروف ايش تعني كلمة خيبر في التاريخ الإسلامي. واليوم تأتي الحشود تباعًا الى شقره تحت سمع وبصر التحالف والعالم و لا ندري هل هناك اقتحام جديد تحت مسمى خيبر 2 وهل ما في احد من العالم والتحالف يوقف الزحف الى عدن تحت اي حجة حتى الإنسانية كما يفعلون مع المدن الشمالية. اليوم الجنوب على مفترق طرق يعيش في حالة حصار ممنهج في تعطيل متعمد للخدمات ومحاربته في قوت يومه بسبب حجب المرتبات للموظفين والمتقاعدين العسكريين والمدنيين لأشهر وبسبب الفساد المالي والإداري وغلاء المعيشة وانهيار العملة المحلية واصبحت مداخيل الناس لا تفي لإعاشتهم هم وأسرهم ومعرضين للانقراض بينما كل مداخيل النفط والغاز ومداخيل المنافذ كلها تذهب الى بنوك في الرياض لتقوم الشرعية بالتصرف فيها ... وبدون خجل تضخ الى البنك المركزي بعدن عملات ورقية محليه لا تساوي ثمن طباعتها وكان المفروض ان يتم ادخال كل عائدات النفط والغاز وكل موارد البلاد الى البنك المركزي بعدن وهنا تقع المسؤلية القانونية على الحكومة بان تقرر صرف مرتبات كل موظفي الدولة من الرئيس حتى الموظف العادي دون تمييز احد بالعملة المحلية وفقاً لكادر الخدمة المدنية والعسكرية عندها نحقق العدالة ومن ناحية اخرى يتم الحفاظ على قيمة العملة المحلية. من اصدر قرار ان يكّون اليمن تحت البند السابع ومن يقم بتنفيذه يتحمل المسؤلية الكاملة عما يجري من دمار وعقاب للشعب هناك سكان في المدن وبالذات في عدن يعيشون تحت خط الفقر ولا زال سكانها تحت التهديد بالاقتحام من قبل قوات ما تسمى بالشرعية وفيها عناصر تنتمي للقاعدة وداعش لذا نطالب المجتمع الدولي ممثل بمجلس الأمن بحماية المدنيين من هذا العبث وتوقيف آلة الحرب التي تدمر السكان المحليين ورفع الظلم فيما يتعلق بصرف مرتباتهم بانتظام وتوفير الخدمات الضرورية حتى في الحد الأدنى لإبقائهم على قيد الحياة.